٤٠ عاما في خدمة الدين وإصلاح الفرد والمجتمع | الشيخ محمد إلياس اليماني


نشرت: يوم الثلاثاء،24-أغسطس-2021

٤٠ عاما في خدمة الدين وإصلاح الفرد والمجتمع

صح في الحديث عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ:

بدأ الإسلام غريبا، وسيعود كما بدأ غريبا، فطوبى للغرباء. (صحيح مسلم: ١٤٥)

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: قال القاضي: وظاهر الحديث العموم وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ثم انتشر وظهر ثم سيلحقه النقص والإخلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة. (شرح النووي على مسلم:٢/١٧٧)

وفي الحديث تنبيه على أن نصرة الإسلام والقيام بأمره يصير محتاجًا إلى التغرب عن الأوطان والصبر على مشاق الغربة كما كان في أول الأمر. (حاشية السندي على سنن ابن ماجة:٢/٤٧٨)

فإن رأينا في هذا الحديث نظرة تفكر فسنرى الغربة في بداية الإسلام حين دعا سيدنا وحبيبنا ﷺ إلى عبادة الله تعالى وترك ما سواه حتى ظهر الإسلام وزادت شوكته ثم جاء النقص بعد ذلك وليس النقص في الإسلام أو في شعائره بل النقص بسبب اختلاف الناس وميولهم عن الحق وهجرهم للقرآن الكريم والسنن النبوية وإتباعهم الهوى والنفس، حتى أصبح الإسلام ضعيفًا في نفوس أصحابه، غريبًا بين أهله، وظهرت الفتن وعم الجهل وساد الظلام، وانتشرت الغفلة وبدأ التفرق والوهن ودب بين المسلمين الضعف والفشل شيئًا فشيئًا -إلا من رحم الله- فشغلهم بأنفسهم وبالإقبال على الدنيا فتنافسوا فيها كما تنافس من كان قبلهم وتفاخروا فيما بينهم على إمارتها وتراثها.

فهل سيعود للإسلام بعد كل هذا القوة والنصر وهل سيكون للمسلمين النصر والاتحاد والتوحد على دين الله وعلى سنة حبيب الله ﷺ؟

فإنه يتضح لنا من الحديث السابق إشارة بأن الإسلام سيأتيه زمان ويعود فيه القوة والنصر وها نحن نرى أثر ذلك في زماننا إذ بدأت بعض المؤسسات الإسلامية تنشد الإصلاح تدعو إلى اتباع كتاب الله تعالى وإحياء سنن الحبيب المصطفى ﷺ ــــــــ ولا نقصد بذلك من يدعو للإصلاح وهو بعيد عن منهج أهل السنة والجماعة أو يضللهم بل المقصود من يسعى لذلك الإصلاح ضمن المذاهب السنية المعتبرة ـــــــــ ومن ضمن هذه المؤسسات الإسلامية مؤسسة دعوية بدأت قبل ٤٠ عامًا، حين بدأ بها رجل يحمل هم إصلاح الأمة و يسعى في الأرض إصلاحًا، وللناس تعليمًا وإرشادًا، فبدأ في نشاطه ودعوته وحيدًا، لا ناصر له ولا معين إلا الله تعالى ورسوله ﷺ.

لمحة موجزة من سيرة هذا الرجل

هو رجل عظيم من عظماء هذا الزمان توفي والده وهو صغير؛ فعاش يتيمًا وحيدًا فريدًا، ثم بدأ يتعلم العلوم الدينية والدنيوية فولع بالعلم وصحبة أهل العلم منذ صغره وكان يتنقل لطلبه بين الدروس والحلقات على علماء عصره فلازم الشيخ المفتي محمد وقار الدين القادري وبقي في حضرته ينهل منه العلوم والفنون قرابة اثنين وعشرين عاما، وخلال هذه الفترة عُيّن إمامًا لأحد المساجد، فكان يؤمّ الناس ثم بعد الصلاة يهتم بهم وبدينهم ويعطيهم من وقته وكلّيته يبتغي بذلك النصح لهم وإصلاحهم بل إنه كان يشارك الأنشطة الدينية والعلمية والاجتماعية ليحث الناس على ارتياد المساجد والحفاظ على الصلوات الخمس، فكان يذهب إليهم حيثما كانوا، ويكلمهم أينما وجدهم، يذكرهم بالله ورسوله ﷺ، ويعلمهم السنن النبوية، ولذلك واجه هذا الرجل العظيم أثناء دعوته ما يُواجه به الدعاة -الأولياء الصالحين الكاملين وعلماء الدين- من سوء التصرفات والإساءات من بعض المسلمين وكل ذلك لم ينقص من همته ولم يجعله في يئس أو قنوط في دعوته بل قاوم بقوة وصبر لأنه كان على يقين تام بأن النصر في النهاية سيكون للحق؛ ولأن الله هو الحق، ولأن الإسلام دين الحق، والدعوة إلى طاعة الله تعالى ورسوله ﷺ حق، فسيكون له القبول التام بإذن الله تعالى كما قال تعالى في كتابه العزيز: وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. (الحج: ٤٠)

تأسيس المركز

واصل هذا الرجل العظيم في مسيرته وبذل جهوده في هذا الاتجاه بكل صدق وإخلاص لا يخاف في الله لومة لائم، وقد رزقه الله الخشية منه وأٌكرِم بحب حبيبه ﷺ واستقامة في الدين إضافة لحسن أخلاقه وطيب معاملته، حتى اجتمع الناس حوله وعُرِف بينهم بالمربي الشهير والمصلح الكبير شيخنا الفاضل الداعية الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى وبقي الشيخ يركز على أهدافه بطريقة إيجابية فعّالة قل نظيرها في التاريخ وقد جعل حياته وقفاً لخدمة الدين وإصلاح المجتمع حتى جعل شعاره -عليَّ محاولة إصلاح نفسي وجميع أناس العالم- وتحقيقا لهذا الهدف المنشود أسس مركزاً دعويا في ٣ ذي القعدة عام ١٤٠١ هـ/ الموافق بـ ٢ سبتمبر ١٩٨١ م، سماه بمركز الدعوة الإسلامية والذي يعد من أكبر المؤسسات الإسلامية على مستوى العالم على رغم التحديات والمصاعب.

دور مركز الدعوة الإسلامية في خدمة الدين وإصلاح المجتمع

إن أعداء الإسلام والمسلمين متربصون ويخافون عودة الإسلام مرة أخرى كدولة قوية، فهم يحاربون الإسلام في كل مكان وبشتى الوسائل، وانتشرت هذه الحروب حتى على الإنترنت والألعاب الالكترونية وبالأجهزة المتطورة ليبعدونا عن تعاليم الإسلام وشعائره، لذلك علينا أن نتسلح بالابتكار والتطور لدفع جميع الأعداء وردّ مكايدهم، فجزى الله الشيخ المربي الشيخ محمد إلياس العطار القادري الذي يقوم بإصلاح الأمة مستخدما جميع تلك الوسائل -وذلك كله في ظل الإيمان بالله القوي الذي لا يغلب- في نشر تعاليم الإسلام وإحياء السنن النبوية في أنحاء العالم ولأنها أصبحت من الحاجات الملحة في إيصال الخطاب الدعوي في العالم كله، ففعّل الشيخ هذه الطرق السريعة من أجل مواكبة الأحداث والوقائع ومتطلبات العصر، وها قد وصلت رسالته الدعوية في شتى أنحاء العالم، حيث يتكون المركز من ٨٠ قسما رئيسيا تختص في إصلاح الأمة وبناء الشخصية الإسلامية بطريق فريدة ومميزة مستمرة ببذل الجهود والدعوة بلا كلل ولا ملل، وكل قسم ينضوي تحته أعمال ونشاطات ومسؤوليات كبيرة.

التعرف على بعض هذه الأقسام:

جامعات المدينة: هي عبارة عن معاهد شرعية تربوية يأتيها الطلاب لتحصيل العلوم الشرعية ولمدة معينة، وقد تجاوز عدد هذه المعاهد أكثر من ألف معهد في العالم.

خدام المساجد: فهو قسم خاص يهتم ببناء المساجد وتعميرها من جديد ويتكلف بجميع تكاليف المساجد من البناء حتى تعيين الإمام والمؤذن مع رواتبهم وغير ذلك وهم يبنون ٧٠٠ مسجدٍ سنويًا بمعدل مسجدين -٢- يوميًا تقريبًا.

قناة مدني: من المعلوم أنه كان للقنوات الفضائية تأثيرًا بليغا في النفوس حيث دخل التلفزيون عامة البيوت سواء منهم بيت العالم أو المربي أو الداعية أو غيره كائنا من كان؛ فأحس الشيخ المربي محمد إلياس حفظه الله بحاجة ماسة لفتح قناة فضائية إسلامية يكون هدفها هو إصلاح الناس وتوجيههم نحو الدين وتعريفهم بالسنن النبوية وتحذيرهم من المعاصي والبدع والضلالات ففتح قناة مدني الفضائية التي تقوم على تعليم الناس الأحكام والسنن والآداب من خلال بث البرامج الدعوية والثقافية وهي بحمد الله تعالى تبث بثلاث لغات (١) الأردية (٢) الانجليزية (٣) البنغالية

مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF)

وهو قسم خاص وهام أنشئ لمساعدة الفقراء والمحتاجين وخصوصاً المتضرّرين من آثار الأوبئة والأمراض والنوازل حول العالم ويقدمّ الإغاثات مثل:

  • نصب مخيم للتبرع بالدم لمرضي أعراض فقر الدم وما يسمى (مرض الثلاسيميا) ضمن الإجراءات الوقائية اللازمة أيام الوباء - كورونا - (COVID19 ) وتحت إشراف مديرية الصحة.
  • توزيع سلات المواد الغذائية والطبية على المحتاجين والفقراء والمساكين أيام الوباء - كورونا - (COVID19 ).
  • تقسيم الإعانات المالية والطعام الجاهز على الفقراء وذوي الحاجة.
  • حملة غرس الأشجار حول العالم.
  • حملة رعاية الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وغير ذلك الكثير..

هذه نبذة يسيرة لبعض الأقسام والنشاطات التي يقوم بها مركز الدعوة الإسلامية في هذا المجال، وللعلم فإن جميع هذه الأقسام والنشاطات الدعوية على مستوى العالم قائمة بفضل الله تعالى على دعم المحبين والمحسنين وليس لها أي مصدر غير ذلك بعد الله الذي يمدّها بالقوة والهمّة، فلذا يجدر بكل واحد منا أن يكون له المساهمة والمساعدة في نشر الخير وخدمة المسلمين بالدعمِ لهذا الصرح الكبير صرحِ مركز الدعوة الإسلامية العالمي وذلك من خلال الدعم قولًا أو فعلًا أو مالًا أو غير ذلك مما هو متاح بين يدي المؤمن الذي يحب دينه ورسوله صلى الله عليه وسلم..

تعليقات



رمز الحماية