باليد اليمنى والامتخاط باليسرى والتوضؤ قبل دخول الوقت لغير المعذور والإتيان بالشهادتين بعده وأن يشرب من فضل الوضوء قائما وأن يقول اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.
باليد اليمنى) لشرفها (والامتخاط باليسرى) لامتهانها (و) تقديم (التوضؤ قبل دخول الوقت) مبادرة للطاعة (لغير المعذور)؛ لأنّ وضوءه ينتقض بخروج الوقت عندنا وبدخوله عند زفر وبهما عند أبي يوسف (والإتيان بالشهادتين بعده) قائماً مستقبلاً لقوله صلى الله عليه وسلم: ما منكم من أحد يتوضّأ فَيُسْبِغُ الوضوء ثم يقول أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله وفي رواية أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله إلاّ فُتِحَتْ له أبواب الجنة الثمانية يدخلها من أيِّ باب شاء, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ½من قال: إذا توضّأ سبحانك أللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك طُبعَ بطابع ثمّ جعل تحت العرش حتّى يؤتى بصاحبها يوم القيامة¼ (وأن يشرب من فضل الوضوء قائما([1])) مستقبل القبلة أو قاعداً؛ لأنّه صلّى الله عليه وسلّم شرب قائماً من فضل وضوئه وماء زمزم, وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ½لا يشربنّ أحدكم قائماً فمن نسي فليستقىء¼ وأجمع العلماء على كراهته تنزيهاً لأمر طبي لا ديني (وأن يقول أللّهم اجعلني من التوّابين) أي: الراجعين عن كلّ ذنب والتوّاب مبالغة, وقيل هو الذي كلّما أذنب بادر بالتوبة والتوّاب من صفات الله تعالى أيضاً؛ لأنّه يرجع بالإنعام على كلّ مذنب بقبول توبته (واجعلني من المتطهّرين) أي: المتنزِّهين عن الفواحش وقُدِّم المذنب على المتطهّر لدفع القُنُوْط والعجب. ومن الآداب أنّه لا يتوضّأ بماء مشمس؛ لأنّه يورث البرص ولا يستخلص لنفسه إناء دون غيره؛ لأنّ الشريعة حنيفية سهلة سمحة ومنه صبُّ الماء برفق على وجهه وترك التَّجْـفيف,
[1] قوله: [الوضوء قائماً] فائدة: ذكر العلاّمة عبد الرحمن بن محمّد العمادي رحمه الله في شرح هدية ابن العماد، إنّ من فوائد الشرب من فضل الوضوء فيه شفاء من أمراض شتى. وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النّبي صلّى الله تعالى عليه وسلّم: ½أنّ في شرب فضلة الوضوء شفاء من سبعين داء¼. وقال العمادي رحمه الله: وممّا جربته أني كنت إذا أصابني مرض، أقصد الاستشفاء بشرب فضلة ماء الوضوء من الإناء أو غيره فيحصل لي الشفاء بإذن الله وذلك اعتماداً على قول الصادق المصدوق صلّى الله تعالى عليه وسلّم في هذا الطبّ النبوي وفي هذا المعنى قيل:
توضّأ يا فتى إن كنت ترجو واشرب بعد إسباغ وضوء فإنّ الشرب من باقي وضوء |
| لقاء الله في دارالبقاء لماء كان يبقى في الإناء إلى سبعين داء ذو شفاء. |