بِسْمِ اللہِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِیۡمِ
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمد خاتَم الأنبياء وإمام المرسلين وعلى آله وصحبه الطَّيِّبين الطّاهرين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فقد قال محمّد بن سعيد بن مُطَرَّفٍ: كنتُ جَعَلتُ على نفسي كلَّ ليلةٍ عند النَّوم إذا أَوَيتُ إلى مَضْجَعي عَدَدًا معلومًا أُصَلِّي على النَّبيِّ فإنّي في بعض اللَّيالي قد أكمَلْتُ العَدَدَ فأخَذَتْني عَيْنايَ وكنتُ ساكنًا في غُرْفَةٍ وإذا أنا بالنَّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم قد دَخَل عليَّ من باب الغرفة فأضاءَت الغرفةُ به نورًا ثُمّ نَهَضَ نَحْوي وقال: هاتِ هذا الفمَ الذي يُكثِرُ الصلاةَ عليَّ أُقبِّله فكنتُ أَستَحيِي أن أُقبِّلَه في فيه فاستَدَرْتُ بوجهي فقَبَّلَ في خَدِّي فَانتَبَهتُ فَزِعًا من فَورِي وانتَبَهَتْ صاحِبَتي التي لِجَنْبي وإذا البيتُ يَفوح مِسكًا من رائِحَته وبَقِيَتْ رائحة المسكِ من قُبْلَته في خَدِّي نَحوَ ثمانيةِ أيّامٍ، تَجِدُ زَوجَتي كلَّ يومٍ الرَّائحة في خَدِّي([1]).
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد