عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

أيّها المسلمون: كَم مِن الأغنياءِ باغَتْهم الآجالُ فذهَبوا إلى ربِّهم بلا زادٍ ولا متاعٍ ولا زُروعٍ ولا مَقامٍ كريم ووَرِث أموالهم قومٌ آخَرون ولم يؤَخِّرْهم الله إذا جاء أجلهم وما بكَتْ عليهم السَّمَاء والأرضُ وقد عَمِيَتْ أخبارُهم ودَثَرَتْ آثارُهم.

أيّها المسلمون: بادِروا دائمًا بالأعْمالِ الصّالحاتِ من قبلِ ألاّ تجِدوا إليها سبيلاً وتُوبُوا إلى الله تعالى توبةً نَصوحًا من قبلِ أن يَفْجأَكم الأجلُ وسافِروا في سبيل الله مع قوافلِ الدُّعاةِ إلى الله؛ إذ به يَتولَّد الفِكرُ في التّأَهُّب للموتِ وقد يَتسبَّبُ السّفرُ في سبيل الله إلى النَّجاةِ كما حدَّثني أَحدُ الإخوةِ الدُّعاةِ من قصَّة شَابٍّ عَصْرِيٍّ أنّه حضَر دَرْسَ العلم في المسجد فلمَّا رَغَّبهُ المحاضِر في السّفرِ في سبيل اللهِ قدَّم نَفسَه لِلسفر ولكنَّه مات قبلَ السفرِ ببِضعةِ أيّامٍ فرَآه رجلٌ في المنام وهيئته حَسَنة فسأله عن حاله قال: غفَر الله لي ورحِمني بنِيّة السفر في سبيل الله تعالى.

أيّها المسلمون: إنّ الثَّواب والعِقاب تَحت مَشيئةِ الله تعالى فإن شاء عاقَب بذَنْبٍ واحد وإن شاء تَفضَّلَ فعَفا بحَسنة واحدة، أو إن شاء غفَر بغير حساب بجاه النّبيِّ المصطَفَى صلّى الله عليه وسلّم، قد قال الله تبارك وتعـالـى فـي كتابـه الكـريـم:

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269