الحمد لله العزيز الرحيم، المنعم الجواد الكريم، الذي منّ على خلقه بالنبي الأمين فقال: (لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ)، [آل عمران/١٦٤]
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، الهادي إلى الصراط المستقيم، الداعي إلى الهدى والتقى وبرِّ الوالدين، الموصي بالعفاف والرضا وصلة الأقربين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغرِّ الميامين أجمعين.
ها قد أظلنا شهر ربيع الأنور، شهرٌ أشرق فيه ميلاد النبي الأزهر، المصطفى المجتبى خير البشر، في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول على القول الأشهر، وقد جرت العادة أن يحتفل المسلمون في كل عام في البوادي والحضر، في مختلف البلاد الإسلامية من شرقها إلى غربها، عربها وعجمها، فتقام المجالس، وتنشد القصائد، وتسرد السيرة، وتذكر الشمائل، وتقدم الموائد من الطعام والحلوى، وتسير المواكب والمسيرات