أعيان الأمة | أبو ماجد شاهد العطاري المدني


نشرت: يوم السبت،21-يناير-2023

أعيان الأمة

شهر جمادى الآخرة

الصحابي الجليل سيدنا أرقم بن أبي الأرقم القرشي رضي الله تعالى عنه:

هو أبو عبد الله أرقم بن أبي الأرقم عبد مناف بن أسد القرشي المخزومي، وهو صحابي جليل وكان من أصحاب غزوة بدر ومن الكُتّاب للوحي، وكان راويًا لحديث رسول الله ﷺ، وله رواية في "مسند أحمد بن حنبل"، وكان من المهاجرين الأولين، قديم الإسلام، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ، ومنحه النبي ﷺ سيفًا من غنائم غزوة بدر وكان من عقلاء قريش وآخى رسول الله ﷺ بين سيدنا الأرقم بن أبي الأرقم وسيدنا أبي طلحة زيد بن سهل رضي الله تعالى عنه

وكانت داره المشهور بـ"دار الأرقم" بمكة المكرمة على الصفا، وهي الدار التي كان رسول الله ﷺ فيها أول الإسلام، ودعى الناس إلى الإسلام، وأسلم فيها خلق كثير، توفي بالمدينة المنورة سنة ٥٥ هـ، وهو ابن بضع وثمانين سنة، وصلّى عليه سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه بحسب وصية سيدنا الأرقم رضي الله تعالى عنه ودفن بالبقيع

شيخ المشائخ الإمام عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليافعي رحمه الله تعالى:

هو أبو السعادات وأبو عبد الرحمن عفيف الدّين عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي الشافعي اليمني ثم المكي، ولد باليمن قبل سنة ٧٠٠ بسنتين أو ثلاث، وهو عارف بالله، عابد وزاهد، مؤرّخ وباحث، أديب وشاعر ومن شافعية اليمن، أخذ العلم عن مشايخ اليمن، وسافر لبلاد شتى منها: الحرمين الشريفين ومصر والحجاز وغيرها ولازم العلماء، وكان جامعًا للعلوم العقلية والنقلية، كثير الإيثار للفقراء، جمّ التواضع مترفعًا على الأغنياء، كثير الإحسان للطلبة، وله مصنفات كثيرة، ومن كتبه: "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان" و"روض الرياحين في مناقب الصالحين" و"أسنى المفاخر في مناقب الشيخ عبد القادر"، وَله قصيدة تشتمل على عشرين علمًا وأزيد، كانت وفاته في العشرين من جمادى الآخر سنة ٧٦٨ هـ

سيد القراء الإمام محمد قاسم بن فِيْرُّه الشاطبي رحمه الله تعالى:

هو أبو محمد قاسم بن فِيْرُّه بن أبي القاسم خلف بن أحمد الرّعِيْنِي الشاطبي الشافعي رحمه الله تعالى، وهو فقيه، مقرئ، محدّث، نحويّ، زاهد عابد ناسك عارف بعلم الرؤيا، ولد في شاطبة بالأندلس ٢٨ جمادى الآخرة سنة ٥٣٨ هـ

وقرأ ببلده السبعَ على أبي عبد الله بن أبي العاص النفري رحمه الله تعالى، ورحل إلى "بلنسية"، فقرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل رحمه الله تعالى، وسمع منه الكتب، وكان يتوقّد ذكاء، له الباع الأطول في العلوم، طلبه القاضي الفاضل للإقراء بمدرسته الفاضيلة بالقاهرة، فأجاب على شروط، فرتّبه بمدرسته لإقراء القرآن، ولإقراء النحو واللغة، فعظم شأنه، وبعُد صيته، انتهت إليه رئاسة الإقراء، وزار بيت المقدس سنة ٥٨٧ هـ، له الكتب والقصائد العديدة الرائعة، منها: القصيدة المباركة المشهورة المسمّاة بـ"حرز الأماني"، و"القصيدة الدالية" و"الرائية"، توفّي يوم الأحد بعد صلاة العصر في ٢٨ جمادى الآخرة سنة ٥٩٠ هـ، ودفن يوم الاثنين في تربة القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني رحمه الله تعالى بالقرافة الصغرى

قال الإمام ابن خلّكان رحمه الله تعالى: إنه يحفظ وقر بعير من العلوم، وكان أوحدًا في علم النحو واللغة، عارفًا بعلم الرؤيا، حسن المقاصد، مخلصًا فيما يقول ويفعل

شهر رجب المرجّب

الصحابي الجليل سيدنا ذو البِجادَيْن عبد الله المزني رضي الله تعالى عنه:

هو ذو البِجَادَيْن عبد الله الْمُزَنِي رضي الله تعالى عنه، وكان رضي الله تعالى عنه يتيمًا، نشأ في بيت عمّه، وسمّي ذا البجادين؛ لأنه لما أسلم منعه قومُه من ذلك، وغضب عمّه عليه أيضًا وأخذ كل شيء منه، وصار الناس يضيّقون عليه حتى تركوه في "بِجَاد" ليس عليه غيره، فهرب منهم إلى رسول الله ﷺ، فلمّا كان قريبًا منه شقّ بجاده اثنين أو أُمه أَعطته بجادًا فقطعته قطعتين، فاتزر بأَحدهما وارتدى بالآخر، فقيل: له ذو البجادين لذلك، كان رضي الله تعالى عنه مولعًا بتلاوة القرآن، ومات من الحمى في معركة تبوك في رجب سنة ٩ هـ، ونزل النبي ﷺ في قبره

دعا له: اللهم إنّي قد أمسيتُ عنه راضيًا فَارْضَ عنه

قال سيدنا ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: يا ليتني! صاحب هذا القبر

طاووس الفقراء سيدنا عبد الله بن علي السراج الطوسي رحمه الله تعالى:

هو أبو نصر عبد الله بن علي بن يحيى السراج الطوسي، الملقّب بـ"طاووس الفقراء"، وهو أعظم مؤرخ، زاهد، صوفي قديم..، بل هو شيخ في الصوفية على طريقة السنّة، ولد في طوس بإيران، وهو من بقيّة مشايخ طوس، واقتفى أثره سيدنا علي بن عثمان الجلابي الهجويري رحمه الله تعالى في كتابه: "كشف المحجوب"، وتتلمّذ عليه أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى صاحب "طبقات الصوفية" له كتب كثيرة، منها: "اللمع" في التصوف مشهور ومعروف، جمع فيه تاريخ التصوف وطبقات الصوفية وعلومهم ومصطلحاتهم وأقوالهم وأحوالهم، وقد تكون له مؤلفات أخرى لم تصل إلينا، توفّي رحمه الله تعالى في رجب سنة ٣٧٧ هـ

شيخ الحنفية الفقيه أحمد بن محمد القُدُوري رحمه الله تعالى:

هو أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد القُدُوري البغدادي الحنفي، كانت ولادته سنة ٣٦٢ هـ، كان عالِمًا وزاهدًا، فقيهًا ومجتهدًا، محدّثًا، صاحب تخريج وترجيح، وكان ثقة صدوقًا، وبرّز في القراءات، وكان حسن العبارة في النظر، جريئًا بلسانه، مديمًا لتلاوة القرآن، شيخ الحنفية بالعراق، وروى عنه الخطيب الحافظ أبو بكر البغدادي رحمه الله تعالى، صنّف في مذهبه الحنفي "مختصر القدوري" و"التجريد" في سبعة أسفار، و"التقريب في مسائل الخلاف" بجزئين، الأول مجردًا عن الدلائل بينما الجزء الثاني بأدلته، و"شرح مختصر الكرخي"، توفي يوم الأحد ببغداد الخامس من رجب أو منتصف رجب سنة ٤٢٨ هـ، ودفن بداره في درب خلف رحمه الله تعالى

وفي تاج التراجم لابن قاسم بن قطلوبغا رحمه الله تعالى: انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة بالعراق، وعز عندهم قدره، وارتفع جاهه

شهر شعبان المعظم

الصحابي الجليل سيدنا عثمان بن مَظعُون القُرَشي رضي الله تعالى عنه:

هو أبو السّائب عثمان بن مَظعُون بن حبيب الجُمَحي القُرَشي، من أصحاب صُفّة وبدر، وهو أحد السابقين إلى الإسلام أسلم هو وسيدنا عبيدة بن الحارث بن المطّلب وسيدنا أبو سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنهم في وقت واحد، وهو أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وكان عابدًا مجتهدًا من فضلاء الصحابة، صوّامًا قوّامًا قانتًا لله، وهو ذو الهجرتين حيث هاجر رضي الله تعالى عنه إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة، كانت له طبيعة بسيطة وطيبة، وهو ابن عمة النبي ﷺ وأخوه من الرضاعة، توفي بعد بدر بيسير في شعبان المعظم ٣ هـ، وهو أول من توفي من المهاجرين بالمدينة بعد الهجرة، وهو أول من دفن ببقيع الغرقد، وقبّل النبي ﷺ وجهَه بعد موته، وسال دموعه ﷺ على خدّه رضي الله تعالى عنه، ولما دفن قال: "نِعْمَ السّلَفُ هو لنا"

ولي الله، قطب الشام، أستاذ الأساتذة عبد الغني بن إسماعيل النابلسي رحمه الله تعالى:

هو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الحنفي، ولد رحمه الله تعالى بدمشق ٥ من ذي الحجة سنة ١٠٥٠ هـ، وشغّله والده بقراءة القرآن ثم بطلب العلم، هو عالم كبير وشاعر شهير ومعلّم العلوم، العارف بالله، ومصنفاته أكثر من ٢٥٠ توفي في ٢٤ شعبان سنة ١١٤٣ هـ، ويقع مرقده المبارك في "الصالحية" بسوريا، أُغلقت البلد يوم وفاته، وانتشر الناس في جبل الصالحية لكون البيت فيه، وقبره ظاهر يزار ويتبرّك به والحمد لله عز وجل يقوم مركز الدعوة الإسلامية بمجلس المدينة العلمية بترجمة كتابه: "الحديقة الندية" إلى الأردية باسم "إصلاح الأعمال"، وصدر المجلد الأول.

قال المرادي رحمه الله تعالى في "سلك الدرر": وهو أعظم من ترجمته علمًا وولاية وزهدًا وشهرة ودراية

المجتهد الفقيه الإمام زفر بن الهذيل التميمي رحمه الله تعالى:

هو أبو الهذيل زُفَر بن الهذيل بن قيس العنبري البصري ثم التميمي، ولد في الكوفة بالعراق عام ١١٠ هـ، وهو الفقيه، المجتهد، الرباني، العلامة، الثقة، المأمون، تفقّه بأبي حنيفة رضي الله تعالى عنه، وهو أكبر تلامذته، وكان ممن جمع بين العلم والعمل، وكان كبيرًا من كبار أصحاب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه وأفقههم، ويقال: إنه كان أحسنهم قياسًا، ولي قضاء البصرة، وكان يدري الحديث ويتقنه، توفي في شعبان المعظم سنة ١٥٨ هـ، ودفن بالبصرة (العراق).

قال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله تعالى في "سير أعلام النبلاء": هو من بحور الفقه، وأذكياء الوقت


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية