سؤال وجواب مع فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى | الشيخ محمد إلياس العطار القادري (حفظه اللّه تعالى)


نشرت: يوم الخميس،02-فبراير-2023

سؤال وجواب مع فضيلة الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى

تقبيل القرآن الكريم

1- السؤال: ما حكمُ تقبيلِ المصحف ومسح الوجه به؟ ووضعه على الرأس والعين والصدر؟

الجواب: هو جائزٌ وثابتٌ بعملِ الصحابة عليهم الرضوان، قال العلامة علاء الدين الحصكفي رحمه الله تعالى في "الدر المختار": عن عمر رضي اللّه تعالى عنه أنّه كان يأخذ المصحف كلّ غداة ويقبّله ويقول: عهد ربّي ومنشور ربّي عزّ وجلّ، وكان عثمان رضي اللّه تعالى عنه يقبّل المصحف ويمسحه على وجهه

وقال الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى: تقبيلُ المصحف ووضعُه على الرأس والعينِ والصدرِ تعظيمًا جائزٌ ومستحبٌّ؛ لأنه من أعظم شعائرِ الله تعالى، وتعظيمُ الشعائر من تَقوى القلوب

حتى قال شيخُ الطريقةِ الجشتية في الهند الشيخُ مُعين الدين حسن بن الخواجا غياث الدين السجزي رحمه الله تعالى: من نظر إلى القرآن الكريم يتقوّى بصرُه بفضل الله تعالى وكرمه، ولا تَتألَّمُ عيناه أبدًا ولا يُصيبُهما الجفافُ.

وذات مرّة كان أحدُ الصالحين جالسًا على سجادة الصلاة، فحضر إليه كفيف البصر وقال: لقد عالجتُ عيناي كثيرًا ولكن دون جدوى، وقد حضرتُ عندك لتُعالجني، فأرجو من حضرتك أن تقرأ الفاتحةَ لي بهذا الخصوص، فقرأ الشيخُ رحمه الله تعالى الفاتحةَ مُستقبلاً القبلة ثم أخذَ المصحفَ ومسَّه على عَينَيه فبرأتْ عيناه بفضل الله تعالى

تسمية المولود

2- السؤالُ: ما هي آدابُ تسميةِ المولود؟

الجواب: مِن واجبِ الآباء أن يُحسِنوا تسمية أولادهم، وهو أولُ هديةٍ لهم من الآباء، وهم يتمسَّكون بهم طوال لحياة، بل أن الناسَ يُنادون يومَ القيامة بأسمائهم:

قال رسولُ الله ﷺ:

أول ما يُنْحِل الرجل ولدَه اسمَه، فليحسن اسمَه

وقال ﷺ في حديث آخر:

إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم

يجبُ على الآباء الذين يُسمُّون أولادَهم بأسماء الممثلين والمطربين أو الكفار أن يَحذروا من ذلك، أليس من الذُّل والمهانة أن يُدعى أولاد المسلمين بأسماء الكفار؟ ولذلك فإن تسمية الأولاد بأسماء جيدة هي المسؤوليةُ الأولى، والأساسية للوالدين، وأولُ هديةٍ لهم، ولكن لسوء الفهم في مجتمعنا اليوم يُكلِّفُ الآباءُ الأقاربَ الآخرين بهذه المسؤولية بدلاً من تسميته بأنفسهم، وقد يُسمُّون أولادَهم بأسماء غير شرعية، أو ليس لها معنى، أو تحمِلُ معانٍ فيها شيءٌ من الكبرياء والغطرسة، ولا تَنسوا أن الاسمَ الجيد يحمِل أثرًا جيدًا على الطفل في حياته، وكذا الاسمُ السيء يحمِل أثرًا سيئًا، فلذلك سمُّوا أولادَكم بأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وأسماء الصحابة عليهم الرضوان، وأسماء الصالحين، وبذلك يرتَبطون بهم ارتباطًا روحيًّا، فتنعكس على حياتهم آثارًا جيدةً ببركتهم.

قال المفتي أحمد يار خان النَّعيمي رحمه الله تعالى: الاسمُ الحسنُ يُؤثِّر على الشخصية، الاسمُ الحسن هو ما لا يكون مهملاً، كديز ونحوه، ويخلو من التفاخر والتكبر كالمَلِك أو الإمبراطور، ولا يكون له معنى سيئًا، كالعاصي، الأفضلُ أن يُسمِّي الأولادَ بأسماء الأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام والصحابة العظام وأهل بيت رسول الله ﷺ، كإبراهيم، وإسماعيل، وعثمان، وعلي، وحسين، وحسن وغيرهم، ومن الأسماء الجيدة للبنات آسية، وفاطمة، وعائشة وغيرها، ومن سمّى ابنَه باسم "محمد" فقد غُفِر له إن شاء الله تعالى ويُبارك له في الدنيا أيضًا

مُناداة الشخص باسمٍ أو صفةٍ يكرهها

3- ما حكم مُناداة الشخص للآخر باسم أو صفةٍ يكرهُها كالطويل، أو السمين، أو الأعمى؟

وصفُ الشخصِ أو مُناداته باسمٍ أو لقبٍ يتأذَّى به غيرُ جائزٍ وحرام، وقد ورد النهي عنه في القرآن الكريم والحديث:

* أما القرآن الكريم فإن الله تعالى قال:

وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ

وقال صدرُ الأفاضل العلامة محمد نعيمُ الدين المراد آبادي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: روي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قالَ: "التنابزُ بالألقاب": أنْ يكونَ الرجلُ عمل السيئات ثم تاب عنها، فنهي أنْ يعيرَ بما سلفَ عنْ عملهِ، وقال عطاء رحمه الله تعالى: هو أنْ تقولَ لأخيكَ: يا كلبُ يا حمارُ يا خنزير

والذي يضبطه كله

• أن كل ما يكرهه الإنسان إذا نُودي به فلا يجوز لأنه أذية له، ويستثنى ما غلب عليه الاستعمالُ كالأعرجِ والأحدبِ، ولم يكنْ له فيه كسبٌ يجدُ في نفسهِ منه عليه، فجوّزتْهُ الأمّةُ واتفق على قوله أهل الملة

ونحوه "العتيقُ" وهو لقب لأبي بكر الصديق و"الفاروق" لعمر بن الخطاب و"ذو النورين" لعثمان بن عفان و"أبو ترابٍ" لعلي بن أبي طالب و"سيف الله" لخالد بن الوليد رضوان الله عليهم أجمعين، فهذه الألقاب أَصبحت بمثابة الأسماء لأصحابها رضوان الله عليهم أجمعين.

• وكذا الألقاب والصفات التي لا يكرهُها الأصحاب وهي كذلك غير منهيٍ عنها كالأعمش، وهو ضعيفُ البصر والأعرج

* وورد النهيُ عن وصف الآخرين بالألقاب في أحاديث رسول الله ﷺ، حيث قال:

ادعوا إخوانكم بأحسن أسمائهم ولا تدعوهم بالألقاب

أيها الإخوة الأكارم! يتضح لنا مما سبق أن وصف الشخص أو مناداتِه بأسماء أو أوصاف يكرهُها لا يجوز، وبالتالي لا يجوزُ وصفُ أحدٍ بـ"طويل القامة" أو "قصير القامة" أو "الأعمى" أو "الأحمق"، ومَن أخطأ فوقع في ذلك فليَطلب من أخيه العفوَ حتى يرضى، وعجيب أن نرى بعضَ الناس إذا وُصِفوا بأسماء لا تليقُ بهم يَبتسمون ابتسامةً مزيَّفةً، وهم في الحقيقة لا يَرضون بها ويتأذَّون منها ولكنَّهم يُظهِرون للآخرين بأنهم ليسُوا غاضبين!

قال الإمام أحمد رضا خان الهندي رحمه الله تعالى: مناداةُ المسلم بلقب أو وصف يتأذى به بدون عذر شرعي غير جائز وحرام؛ حتى لو كان المرءُ كافرًا ذميًّا، وكان الكلامُ صادقًا في نفسه، فإن كل حقّ صدق وليس كل صدق حقّ

وصفُ رسول الله ﷺ بـ"نور الله"

4- السؤال: ما حكمُ وصفِ رسول الله ﷺ بـ"نور الله"؟

الجواب: وهو جائز بالطبع، قال الله تعالى:

قَدۡ جَآءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَٰبٌ مُّبِينٌ ١٥

قال كثيرٌ من المفسرين: إن المراد من النور هنا رسول الله ﷺ

هكذا وصف الله تعالى حبيبَه المصطفى ﷺ بـ"النور"، لذا تعالوا بنا نصَلِّ على رسول الله ﷺ بصيغة: الصلاة والسلام عليك يا نور الله!

أسلوب رسول الله ﷺ في الحديث مع الناس

5- أرجو أن تذكر لنا أسلوب رسول الله ﷺ في الحديث.

الجواب: كانت جميعُ عاداتِ رسول الله ﷺ رائعةً جدًّا، فلم يكن رسولُ الله ﷺ يصرخ في الحديث مع الناس، بل كان لطيفًا لينًا فيه يفهمه الجميع، ولم يكن صوتُه خفيفًا بقدر لا يفهمُ عنه المخاطَبُ، ولا مُرتفعًا بحيث يكرهه، بل كان حديثُه ﷺ بينهما، وفي بعض الأحيان كان يُعيد الكلامَ ثلاثَ مراتٍ ليفهمه الناسُ جيدًّا، وكان يتحدَّث برفقٍ بحيث لو أرادَ أحدٌ عدَّ الكلمات لأحصاها

شُعراء الرسول ﷺ من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين

6- هل كان لرسول الله ﷺ شعراء من غير حسان بن ثابت رضي الله تعالى عنه يمدحونه؟

الجواب: جميع الصحابة عليهم الرضوان كانوا يمدحون النبي ﷺ بل كلُّ مسلمٍ يمدحه، والمدحُ بصورة الأشعار يُعرف عندنا في شبه القارة الهندية بـ"نعت"، وقد بلغ شعراءُ الصحابة الذين مَدحوا رسولَ الله ﷺ في شعرهم نحو 200 صحابي، وقد جمعهم ابنُ سيِّدِ الناس في كتابه: "مِنَحُ المِدَح أو شُعراء الصحابة مِمَّن مدح الرسول ﷺ أو رثاه" ومن أشهرهم: سيدنا أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، والعباس بن عبد المطلب، وحسان بن ثابت، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن زهير، وكعب بن مالك، ودحية الكلبي، وفاطمة الزهراء، وأم أيمن، وصفية بنت عبد المطلب رضوان الله عليهم أجمعين


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية