نشر السعادة في الأعياد | الشيخ عادل ديري


نشرت: يوم الجمعة،05-أبريل-2024

نشر السعادة في الأعياد

من الأمور التي أكرم الله تعالى بها هذه الأمة أن جعل لها أعيادًا تحتفي فيها، وهي: "عيد الفطر والأضحى"، فنرى المسلمين في كافة بقاع الأرض بغضّ النظر عن اختلاف بلدانهم وأعراقهم وألسنتهم وألوانهم يتجهّزون لهذه الأيام ويستعدّون له بأشكال متنوّعة ومختلفة، ويُظهرون فيه أنواعًا من الفرح والسعادة والمودّة والسرور.

فأيام العيد هي أيام إحياء للقلوب، فالمسلم في مثل هذه الأيام يصل أرحامه ويعطف عليهم ويُكرِمهم، ويزور جيرانه ويتفقد حالهم، ويوسّع على أهله ويجود عليهم، فينبغي عليه أن يظهر الفرح والسرور في هذه الأيام التي تعلو فيها البهجة والسعادة، وأن يحمد الله الذي أحياه وأمدّ في عمره لهذه الساعة الجميلة التي هي نوع من أنواع العبادات والطاعات التي يُؤجر ويُثاب عليها.

كيف ننشر السعادة بين أهلنا وأطفالنا في هذه الأيام؟

ذكرنا سابقًا بأنه ينبغي للمسلم أن يوسع على أهله في هذه الأيام ويدخل السرور عليهم، ويكون ذلك بطرق كثيرة ومنها:

1: أول وأهمّ شيء هو أن يعرّفهم على أعيادِنا الدينية، وأن هذا العيد هو هدية من الله تعالى لنا، وأننا حين نظهر الفرح والسرور في هذه الأيام نؤجر على ذلك، فقد ورد في الحديث: عن سيدنا أنسٍ رضي الله عنه قال: قدِم النبيُّ ﷺ المدينةَ ولهم يومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال:

قدْ أبْدَلكم اللهُ تعالى بهما خيرًا منهما؛ يومَ الفِطرِ والأضحى (سنن أبي داوود: 1/418، (1134))..

2: التوسعة على الأهل في الطعام والشراب.

3: أن نشتري الثياب الجديدة والطيب.

4: أن نذهب سوية لزيارة الأقارب والجيران والأصدقاء والأرحام، ونذكّرهم بأن صلة الرحم ليست مجرد عادة اجتماعية، بل هي عبادة دينية.

5: التهنئة بقدوم العيد كما ورد ذلك عن أصحاب النبي رضوان الله عليهم أجمعين أنهم كانوا إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ: تقبل اللهُ منّا ومنكَ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني: 2/517).

6: ألا ننسى مساعدة المحتاجين والإحسان إليهم والوقوف بجانبهم، وإدخال السرور والبهجة عليهم في هذه الأيام، كأن نتصدق عليهم بالمال أو بالطعام والشراب واللباس، وأن نعوّد أبناءنا على أن يكون لهم دور في هذه المبادرة والمساهمة الطيبة، كي يتعودوا على العطف والرحمة والإحسان والبر والبذل والإنفاق في سبيل الله.

7: قضاء الوقت معهم، وأن نمضي شيئًا من وقتنا في الاستمتاع للأمور المباحة:

كإنشاد القصائد والمدائح الدينية، وما شابهها مما لا حرج في أن يقضي فيها المسلم شيئًا من وقته.

انتبهوا جيدًا...

مع إظهار فرحنا وسرورنا وبهجتنا في مثل هذه الأيام علينا الحذر من أن نُخل بشيء من الآداب والتعاليم الإسلامية، فعلى سبيل المثال: حين نذهب لصلة الرحم لنبتعد في اجتماعاتنا عن الغيبة والنميمة، أو الاختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم، أو أن يخرج النساء إلى الشوارع متزيِّنات متعطّرات، أو نضيِّع شيئًا من صلاتنا وعبادتنا، أو نسرف في الطعام والشراب والمباحات، أو أن نستمع إلى الغناء المحرّم ...!

فلننتبه ولنحذر من الوقوع في مثل هذه الأشياء، والعيد هدية من الله تعالى فينبغي علينا أن نشكره على هذه الهدية، وشكرنا لله تعالى ينبغي أن يكون بطاعته والتقرب إليه.

لا تنسوهم!

في مثل هذه الأيام، التي يعمُّ فيها الفرح والسرور والمحبة، ينبغي علينا ألا ننسى إخواننا الذين ابتلاهم الله بأنواع من الابتلاءات، كالمرض أو الفقر أو قلة الأمن والأمان أو الحروب والتشريد من الأوطان..، فينبغي علينا أن نحسّ ونشعر بهم، هذا ومع إظهارنا للفرح والسرور نبقى مستحضرين حال أمتنا، باذلين ما بوسعنا، مهتمين لأمر إخواننا، طالبين من الله الفرج عنهم وعنَّا. آمين.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية

تعليقات



رمز الحماية