بأعمالهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشرّ) أي: إن كان عملهم خيرًا فجزاؤهم خير وإن كان عملهم شرًّا فجزاؤهم شرّ (ويجوز في مثلها) أي: في مثل هذه الصورة, وإنما لم يقل ½فيه¼ بإرجاع الضمير إلى المثل المضاف إلى قول العرب؛ لأن المراد به مَثَل من أمثال العرب والأمثال لا يتغيّر فيها (أربعة أوجه) أولها نصب اسم بعد ½إنْ¼ على أنه خبر ½كان¼ المحذوفة ورفع اسم بعد الفاء على أنه خبر المبتدأ المحذوف كما عرفت, والثاني نصبهما على تقدير ½إن كان العمل خيرًا فكان الجزاء خيرًا¼, والثالث رفعهما أي: ½إن خير فخير¼ على تقدير ½إن كان في العمل خير فالجزاء خير¼, والرابع عكس الأول أي: ½إن خيرٌ فخيرًا¼ على تقدير ½إن كان في العمل خير فكان الجزاء خيرًا¼ (ويجب الحذف) أي: حذف ½كان¼ (في مثل ½أما أنت منطلقًا انطلقتُ¼ أي: ½لأنْ كُنْتَ) منطلقًا انطلقتُ¼ يعني: انطلقت لأجل انطلاقك, فأصل ½أمّا أنت¼: ½لِأَنْ كُنْتَ¼ حُذف منه اللام الجارّة لأن حذف حرف الجر من ½أن¼ المصدرية قياس, ثم حذف ½كان¼ اختصارًا لدلالة ½أنْ¼ المصدرية؛ فإنها تقتضي الفعل كاقتضاء ½إنْ¼ الشرطية إياه, وعوّض عنه لفظة ½ما¼ لكونها مشابهة لأخت ½كان¼ وهي ½ليس¼, وتقلب الضمير المتصل منفصلاً لعدم ما يتصل به أعني: الفعل, فصار ½أنْ مَا أَنْتَ¼ ثم أدغم النون في الميم فصار ½أمّا أنت¼, ولما فرغ عن خبر ½كان¼ وأخواتها شرع في بيان اسم ½إنّ¼ وأخواتها فقال (اسم ½إنّ¼) أي: منه اسم ½إنّ¼ (وأخواتِها) أي: أمثالِها, وسيجيء بيانها في قسم الحرف إن شاء الله تعالى (هو المسند إليه بعد دخولها) أي: بعد دخول واحدة من ½إنّ¼ وأخواتِها (مثل) ½زيدًا¼ في (½إنّ زيدًا قائم¼) فإنه منصوب على أنه اسم ½إنّ¼؛ لأنه مسند إليه بعد دخول ½إنّ¼, ولما فرغ عن اسم ½إنّ¼ وأخواتِها شرع في المنصوب بـ½لا¼ التي لنفي الجنس فقال (المنصوب) أي: منه المنصوب (بـ½لا¼ التي لنفي) حكم (الجنس) وإنما لم يقل ½اسم ½لا¼ التي إلخ¼؛ لأن اسمها ليس منصوبًا على الإطلاق بل أكثره مبنيّ نحو ½لا رجل في الدار¼ فلا بد من التعبير عنه بـ½المنصوب بلا إلخ¼ (هو المسند إليه بعد دخولها) أي: بعد دخول ½لا¼ التي لنفي الجنس, وقد تمّ بهذا القدر تعريف اسم ½لا¼ التي لنفي الجنس لكنه يريد تعريفَ المنصوب بها