ومن ثم لم يجز لا أبا فيها وليس بمضاف لفساد المعنى خلافا لسيبويه ويحذف كثيرا في مثل لا عليك أي: لا بأس عليك خبر ½ما¼ و½لا¼ المشبهتين ب½ليس¼ هو المسند بعد دخولهما وهي لغة حجازية
أي: معنى المضاف وهو الاختصاص, فقولك ½لا أبَ له¼ و½لا أبَاه¼ سيّان في الاختصاص (ومِن ثَمّ) أي: ومن أجل أنّ جواز مثل ½لا أبَا له¼ و½لا غلامَي له¼ إنما هو لتشبيهه بالمضاف للمشاركة في أصل المعنى (لم يجز) قولك (½لا أبَا فيها¼) بإثبات الألف, ولا ½لا غلامَي فيها¼ بإسقاط النون؛ لأنه ليس مشاركًا للمضاف في معنى الاختصاص فلا تشبيه له بالمضاف فلا جواز (وليس) مثل ½لا أبَا له¼ و½لا غلامَي له¼ (بمضاف) إلى الضمير (لفساد المعنى) على تقديركونه مضافًا؛ لأن المقصود من تركيب ½لا أبَا له¼ و½لا غلامَي له¼ نفي ثبوت جنس الأب أو الغلامين لمرجع الضمير, وعلى تقدير الإضافة يفهم نفي الوجود عن أبيه المعلوم أو غلامَيه المعلومين, ولأنه لو كان مضافًا لكان معرفة ولوَجَب الرفع والتكرير (خلافًا) أي: يخالف القول بعدم كونه مضافًا خلافًا (لسيبويه) فإنه ذهب إلى أنّ كلاًّ من ½أبَا¼ و½غلامَي¼ مضاف حقيقة باعتبار المعنى واللام زائدة لتاكيد اللام المقدرة, ولأداء حقّ ½لا¼ من صورة النكرة, وإليه ذهب الخليل وجمهور النحاة وإياه اختار صاحب المفصل, وعدم لزوم الرفع والتكرار لتشبيهه بالنكرة في الصورة (ويحذف) اسم ½لا¼ حذفًا (كثيرًا في مثل ½لا عليك¼ أي: ½لا بأس عليك¼) فحذف اسم ½لا¼ وهو ½بأس¼ والقرينة على الحذف دخول ½لا¼ على الحرف, وهذا القول يقال لمن يخاف أمرًا, ولما فرغ عن اسم ½لا¼ شرع في خبر ½ما¼ و½لا¼ اللتين بمعنى ½ليس¼ فقال (خبر) أي: منه خبر (½ما¼ و½لا¼ المشبهتين بـ½ليس¼) في النفي والدخول على الجملة الاسمية, وقد يلحق التاء بـ½لا¼ للمبالغة في النفي, ولا يستعمل ½لات¼ إلاّ محذوفًا أحدُ جزئي الجملة إما الاسم وهو الغالب, وإما الخبر نحو ½لات حين مناص¼ (هو المسند بعد دخولهما) أي: بعد دخول ½ما¼ و½لا¼ مثل ½ما زيد شاعرًا¼ و½ولا شجر مثمرًا¼ (وهي) أي: خبرية خبرهما لهما بأن كان الخبر منتصبًا بهما وكذا اسمية اسمهما لهما بأن كان مرتفعًا بهما (لغةٌ حجازيةٌ) أي: لغة أهل الحجاز, وعلى لغتهم ورد التنزيل قال الله تعالى ﴿مَا هَٰذَا بَشَرًا﴾ [يوسف:٣١] وقال تعالى ﴿مَّا هُنَّ أُمَّهَٰتِهِمۡۖ﴾ [المجادلة:٢] أمّا بنو تميم فلا يجعلون الخبر خبرًا لهما ولا الاسم اسمًا لهما فلا ينتصب الخبر ولا يرتفع الاسم بهما عندهم بل هما مرفوعان على أنهما