المذكر والمؤنث المؤنث ما فيه علامة التأنيث لفظا أو تقديرا والمذكر بخلافه وعلامة التأنيث التاء والألف مقصورة أو ممدودة وهو حقيقي ولفظي فالحقيقي ما بإزائه ذكر من الحيوان كامرأة وناقة واللفظي بخلافه
لوجود العلّة, ولما فرغ من تقسيم الاسم باعتبار دلالته على العدد وعدمها وقد وقع فيه ذكر التذكير والتانيث شرع في تقسيمه باعتبار تذكيره وتأنيثه فقال (المذكر والمؤنث) إنما قدم المذكر في التقسيم؛ لأنه أصل إذ لا يفتقر إلى زيادة والتانيث مفتقر إليها, واعلم أنه لا يتحقق التذكير والتانيث في الأسماء إلاّ إذا قصد مدلولاتها, فإن قصد لفظ الاسم جاز تذكيره باعتبار اللفظ وجاز تانيثه باعتبار الكلمة, وكذا الفعل والحرف, وأمّا حروف الهجاء فيجوز فيها الوجهان (المؤنث ما) أي: اسم (فيه علامة التأنيث) وهي التاء والألف المقصورة والألف الممدودة كما سيجيء (لفظاً) أي: حال كونها ملفوظة حقيقةً نحو ½امرأة¼ و½شجرة¼ أو حكماً نحو ½عقرب¼ فإن الحرف الرابع فيه في حكم تاء التانيث (أو تقديراً) أي: مقدرة غير ظاهرة في اللفظ نحو ½دار¼ و½شمس¼ و½نعل¼ و½قدم¼ (والمذكر) اسم متلبس (بخلافه) أي: بمخالفة المؤنث, أي: ما لم يكن فيه علامة التانيث لا لفظاً ولا تقديراً كـ½رجل¼ و½قلم¼ (وعلامة التأنيث التاء) التي تصير في الوقف هاء كما رأيت في الأمثلة (والألف) سواء كانت (مقصورة) كـ½سلمى¼ و½حبلى¼ (أو ممدودة) كـ½صحراء¼ و½حمراء¼, واعلم أنّ علامة الشيء لا تكون مطردة ولا منعكسة فلا يرد أنّ التاء تجيء لأربعة عشر معنى, وأنّ الألف المقصورة قد تكون من نفس الكلمة كـ½عصا¼ و½فتى¼ وقد تكون زائدة للإلحاق نحو ½أرطى¼ أو لتكثير حروف الكلمة نحو ½قبعثرى¼, وأنّ الممدودة قد تكون من نفس الكلمة نحو ½رداء¼ و½كساء¼ وقد تكون للإلحاق كـ½حرباء¼ و½خبثاء¼ الملحقين بـ½قرطاس¼, ثم الممدودة أصلها ألفان قلبت الثانية همزة فالممدودة مجموع الألف والهمزة, واختلفوا في علامة التانيث فقال سيبويه وعليه جمهور إنها الهمزة لكونها منقلبة عن الألف المقصورة, والزائد قبلها للمد (وهو) أي: المؤنث (حقيقي ولفظي فـ) المؤنث (الحقيقي) وهو الخلقي (ما بإزائه) أي: مؤنث في مقابلته (ذكر من) جنس (الحيوان) وهو الجسم النامي المتحرك بالإرادة الحساس (كـ½امرأة¼) فإنها مؤنث بإزائها ½رجل¼ وهو من جنس الحيوان (و½ناقة¼) فإنها مؤنث بإزائها ½جمل¼ (و) المؤنث (اللفظي) مؤنث متلبس (بخلافه) أي: بمخالفة المؤنث الحقيقي, أي: ما لم يكن بإزائه