وحكم آخره حكم المجزوم فإن كان بعده ساكن وليس برباعي زدت همزة وصل مضمومة إن كان بعده ضمة ومكسورة فيما سواه مثل اقتل واضرب واعلم وإن كان رباعيا فمفتوحة مقطوعة فعل ما لم يسم فاعله هو ما حذف فاعله فإن كان
(وحكم آخره) أي: آخر الأمر, إنما لم يقل ½حكمه¼؛ لأن وظيفة النحويين بيان حكم آخر الكلمة لا حكمها مطلقاً (حكم) المضارع (المجزوم) فكما أنّ المجزوم يسكن آخره إذا كان صحيحاً, ويسقط إذا كان نونَ إعراب أو حرفَ علة, ويبقى على حاله إذا كان نونَ الجمع, فكذلك في الأمر تقول: ½اضربْ¼ و½ارمِ¼ و½اضربا¼ و½اضربي¼ و½ارميا¼ و½ارمي¼ و½اضربن¼ و½ارمين¼, وهذا حكم الأمر الحاضر بحسب الصورة فقط, وفي الحقيقة حكمه الوقف والبناء عند البصريين, وذهب الكوفيون إلى أنه معرب مجزوم بلام مقدّرة فأصل ½اضرب¼ ½لتضرب¼ حذفت اللام لكثرة الاستعمال وحذف حرف المضارعة لدفع الالتباس بالمضارع (فإن كان) أي: إذا عرفت تعريف الأمر الحاضر وحكمه فاعلم طريق بنائه فإن كان (بعده) أي: بعد حذف حرف المضارعة حرف (ساكن وليس برباعي) أي: والحال أنّ ماضِيَه ليس ذا أربعة أحرف, وفيه احتراز عن ½تكرم¼ (زِدتَ) في الأول (همزةَ وصل) حال كونها (مضمومة إن كان بعده) أي: بعد الحرف الساكن (ضمةٌ, و) زِدتَ همزةَ وصل حال كونها (مكسورةً فيما سواه) أي: في كل ساكن سوى ساكن بعده ضمة, أي: في ما بعده كسرة أو فتحة (مثل ½اُقْتُلْ¼) مثال لزيادة الهمزة مضمومة فيما بعد الساكن فيه ضمة (و½اِضْرِبْ¼) مثال لزيادة الهمزة المكسورة لوجود الكسرة بعد الساكن (و½اِعْلَمْ¼) مثال لزيادة الهمزة المكسورة لوجود الفتحة بعد الساكن (وإن كان رباعياً) عطف على قوله ½وليس برباعي¼ بحسب المعنى, أي: إن لم يكن رباعياً الخ, وإن كان رباعياً ذا أربعة أحرف (فـ) الهمزة فيه (مفتوحة مقطوعة) نحو ½أَكْرِمْ¼؛ لأنّ هذه همزة أصل إذ أصل ½تكرم¼: ½تُأَكْرِمْ¼, فلمّا حُذف حرف المضارَعة عادت الهمزة, فهي على ما كانت عليه من الفتح والقطع, ولما فرغ من تقسيم الفعل باعتبار الزمان شرع في آخر باعتبار نسبته إلى الفاعل والمفعول فقال (فعل ما لم يسمّ) أي: فعل المفعول الذي لم يُذكر (فاعله) إنما أضيف الفعل إلى المفعول؛ لأنه بني له, وإضافة الفاعل إلى ضمير المفعول لأدنى ملابسة باعتبار أنه فاعل فعله (هو ما) أي: فعل (حُذف فاعله) وأقيم المفعول مقامه كـ½ضُرِبَ¼ (فإن كان) أي: إذا عرفت تعريف فعل ما لم يسمّ فاعله