عنوان الكتاب: أنوار رمضان

وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۗ[البقرة: ٢٨٤].

أخي الكريم! لا تَحقِرنَّ شيئًا مِن طاعةِ الله تعالى، فلَعلَّه يكونُ لك فيه رِضاؤُه، ولا تَحقِرنَّ شيئًا مِن مَعاصيه، فلعلّه أنْ يكون فيه غَضَبُه.

قال الإمام عبد الوهاب الشعرانيّ رحمه الله تعالى: قد ورد: إنّ الله تعالى أخفى ثلاثًا في ثلاثٍ: أخفى رضاه في طاعته، وأخفى سخطه في معصيته، وأخفى أولياءه في عباده.

أي: فربّما كان رضا الله تعالى عنه معلّقًا على طاعة لا يؤبه لها لقلّتها وسهولتها، وربّما كان سخطه تعالى في معصيةٍ صغيرةٍ في رأي العبد لا يتنبه لها غالب الناس، وربّما كان ذلك الشخص الذي ازدريناه في عيننا مِن أولياء الله تعالى فيمقتنا الله تعالى، فوجب على كلّ عاقلٍ الإقبال على فعل كلّ مأمور، والإدبار عن فعل كلّ منهي وتعظيم كلّ مسلمٍ بطريقه الشرعي، فإنّ الله تعالى إنّما كلّفنا بنهى المسلمين عن كلّ منكرٍ ولم يبح لنا ازدراءهم، ولا يخفَى أنّ رضا الله المعلّق على فعل شيء إذا حصل لا يقع بعده سخط على ذلك العبد أبدًا، كما أنّ سخطه إذا حصل لا يقع بعده رضا على ذلك العبد أبدًا، وإذا مقت مِن ازدرى وليًّا لا يفلح بعد ذلك أبدًا[1].

صلوا على الحبيب!         صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "لواقح الأنوار القدسية" لعبد الوهاب الشعراني، قسم المأمورات، ص ٢٧٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

27