عنوان الكتاب: الوصيّة بالجار وبيان حقوقه في الإسلام

خمسة نصائح نبوية

عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي : «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ! كُنْ وَرِعًا تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»[1].

أيها الأحبة! يجب علينا أنْ نحسن التعامل مع جيراننا ونؤدّي حقوقهم لوجه الله تعالى، فإنّه أمرٌ مهمّ للغاية، فقد روي عن سيدنا كُلْثُومِ الخُزَاعِي رضي الله عنه أنّه قال: أَتَى النَّبِيَّ رَجُلٌ فقال: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ، أَنِّيْ قَدْ أَحْسَنْتُ، وَإِذَا أَسَأْتُ، أَنِّيْ قَدْ أَسَأْتُ؟

فقال رسولُ الله : «إِذَا قَالَ جِيرَانُكَ: قَدْ أَحْسَنْتَ، فَقَدْ أَحْسَنْتَ، وَإِذَا قَالُوا: إِنَّكَ قَدْ أَسَأْتَ، فَقَدْ أَسَأْتَ»[2].

أيها الأحبة! تأمّلوا هذا الحديث الذي يُظهر أهمّيةَ الجار، وأنّ مقياس المرء في كونه محسنًا ومسيئًا هو تعامله مع جيرانه، أمّا توقير النّاس وتعظيمهم لأحدٍ في المجالس والحفلات وتقبيل يديه ونحو ذلك فلا يدلّ على أنّه محسن أو أنّه جار صالح، إنّما شهادة جاره عليه هي المقياس، وهذا المعيار والمقياس وضعه سيدنا النبي الذي لا ينطق


 

 



[1] "مسند الشاميين" للطبراني، مسند أبي هريرة، ١/٢١٥، (٣٨٥).

[2] "سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد، باب ثناء الحسن، ٤/٤٧٩، (٤٢٢٢).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30