عنوان الكتاب: فضل طلب العلم وأهميته

أيّها الإخوة الأعزّاء! الشيطانُ عدوٌّ للإنسان، وهو يحاول دائمًا إلقاءَ الوساوس في قلبه ليجعله مِن الكُسالى، لذلك يجب ألّا نلتفت إليه، ولا نستجيب لوساوسه، ولا سيّما فيما يتعلّق بطلب العلم، فلنَنشَغِل فيه كما أمرنا سيدنا رسولُ الله ﷺ دون الالتفات إلى أحدٍ، ونجد مع الصبر على المصائب والمتاعب مهما كانت، وسيُفرِّج الله عنّا الهمومَ والكروبَ، ويرزقنا مِن حيث لا نحتسب.

أمير المدينة يعتذر إلى طلبة العلم

يُروى عن أبي الحسن الفقيه الصفار رحمه الله تعالى قال: كنّا عند الحسن بن سفيان النسفي الإمام رحمه الله تعالى: وقد اجتمع إليه طائفةٌ مِن أهل الفضل، ارتحلوا إليه مِن أطباق الأرض والبلاد البعيدة، مختلفين إلى مجلسه لاقتباس العلم وكتابة الحديث.

فخرج يومًا إلى مجلسه الذي كان يملي فيه الحديث وقال: اسمعوا ما أقول لكم قبل أنْ نشرع في الإملاء، قد علمنا أنّكم طائفة مِن أبناء النعم وأهل الفضل، هجرتم أوطانكم وفارقتم دياركم وأصحابكم في طلب العلم واستفادة الحديث، فلا يخطرنّ ببالكم أنّكم قضيتم بهذا التجشّم للعلم حقًّا، وأدّيتم بما تحملتم من الكلف والمشاق مِن فروضه فرضًا، فإنّي أحدّثكم ببعض ما تحملته في طلب العلم من المشقّة والجهد، وما كشف


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33