عنوان الكتاب: فضل طلب العلم وأهميته

ولا يطّلع الناس على أسرارنا، فيكون ذلك سبب ارتفاع اسم وانبساط جاه، ويتّصل ذلك بنوع مِن الرياء والسمعة، وخرجنا تلك الليلة مِن مصر وأصبح كلّ واحد منّا، واحد عصره، وفريد دهره في العلم والفضل.

فلمّا أصبح الأمير ابن طولون أتى المسجد لزيارتنا وطلبنا وأحسّ بخروجنا، أمر بابتياع تلك المحلّة بأسرّها ووقفها على ذلك المسجد وعلى مَنْ ينزل به مِن الغرباء وأهل الفضل وطلبة العلم نفقة لهم حتّى لا تختل أمورهم، ولا يصيبهم مِن الخلل ما أصابنا، وذلك كلّه بقوّة الدين وصفوة الاعتقاد، والله سبحانه ولي التوفيق[1].

أيها الأحبّة الكرام! لقد لاحظتم أنّ اللهَ تعالى كيف يخلق أسبابَ الرزقِ والعيشِ لطالب العلم، ولذلك أرجو منكم أنْ لا تخافوا مِن ضيق ذات اليد والفقر، وعليكم أنْ تنشغلوا في تعلّم العلوم الشرعيّة بكلّ حماسة، فإنّ الله سبحانه وتعالى سيكون عونًا لكم.

قسم الدعوة في المؤسّسات التعليميّة

أيّها الإخوة! إنّ مصيرَ الأمم منوطٌ بتربية جيل الشباب وتعليمهم، فقَصصُ تقدُّمِ الأممِ والحضارات السابقةِ وانهيارِها تؤكد على أنّ مقاليدَ الأمورِ


 

 



[1] "تاريخ مدينة دمشق" لابن عساكر، ذكر الحسن بن سفيان...إلخ، ١٣/١٠٣، و"عيون الحكايات"، الحكاية السادة والتسعون، حكاية أبو الحسن الفقيه مع الأمير الطولون، ص ١١٣.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33