عنوان الكتاب: أضرار اتباع الهوى والشهوات

كَثُرَتْ شَهْوَتُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ شَهْوَتُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوْبُهُ قَسَى قَلْبُهُ، وَمَنْ قَسَى قَلْبُهُ غَرَقَ فِي الآفَاتِ[1].

أيها الأحبّة! لا شكّ أنَّ الشبع والإفراط في تناول الطعام يقود المرء إلى المعاصي والذنوب، حيث قال الإمام محمّد بن محمّد الغزالي رحمه الله: إنّ في كثرة الأكل فتنة الأعضاء وهيجانها وانبعاثها للفضول والفساد، فإنَّ الرجل إذا كان شبعان بطرًا اشتهتْ عينُه النظرَ إلى ما لا يعنيه مِن حرامٍ أو فضولٍ، والأذنُ الاستماعَ إليه، واللِّسانُ التكلّم، والفرجُ الشهوة، والرِّجلُ المشيَ إليه، وإنْ كان جائعًا تكون الأعضاءُ كلُّها شاكنةً هادئةً لا تطمح إلى شيءٍ مِن هذا، ولا تنشط له.

ولقد قال الأستاذ أبو جعفر رحمه الله: إنّ البطنَ عضوٌ، إنْ كان جاع هو شبع سائرُ الأعضاء، يعني: تسكن فلا تطالبك بشيءٍ، وإنْ شبع هو جاع سائر الأعضاء[2].

العلاج

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ علاج الابتعاد عن الذنوب بعد الشبع هو أنْ يأكل العبد أقلّ مِن جوعه لإفشال شرور النفس، وبحمد الله تعالى! تحثّ البيئة الدينيّة لمركز الدعوة الإسلاميّة على أنْ يتجنّب المرء أكل


 

 



[1] "معترك الأقران في إعجاز القرآن" للسيوطي، حرف الفاء، ٣/٩٢.

[2] "منهاج العابدين"، الباب الثالث، الفصل الخامس في البطن وحفظه، ص ٨٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

28