عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

جميع أنحاء العالم في عيد الأضحى يذكر المسلم اسم الله عليها، ويعلن أنّ الله واحد وهو الذي ينعم علينا، وهو خالق كلّ شيء، ولا نعبد إلّا إيّاه، وليس لنا معبود سواه، لذا فإنّ الأضحيّة ليست مجرّد تقليد بل هي شكرٌ للنعمة، وفي الوقت نفسه تعبيرٌ عمليٌّ عن عقيدة التوحيد.

الأضحية مصدر طاقة جيّدة

أيها الإخوة الأعزّاء! هناك سؤال يتبادر إلى الذهن وهو أنّه إذا كانت الأضحيّة شكرًا على النّعمة، فيمكن أنْ يتمّ هذا الشكر بطريقةٍ أخرى مثلًا: بالصّلاة والصّوم والصدقة، فلماذا يجب علينا أنْ نضحّي حصرًا؟

ولهذا التساؤل قدّم العلماء العديدَ مِنَ الإجابات، منها ما قاله العلّامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله: إنَّ هذه البهائم مُطِيعَةٌ وهي مُسَبِّحةٌ له قانتة، كما قال تعالى: ﴿وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡ[الإسراء: ٤٤] [1].

وربّما كانت البهائم أكثر ذكرًا لِلّه مِنْ بعض بني آدم، كما جاء في الحديث الشريف: عن سيدنا معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: «رُبَّ مَرْكُوبَةٍ خَيْرٌ مِنْ رَاكِبِهَا، هِيَ أَكْثَرُ ذِكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى مِنْهُ»[2].


 

 



[1] "لطائف المعارف" لابن رجب، وظائف شهر ذي الحجة، ص ٢٩١.

[2] "مسند أحمد بن حنبل"، مسند المكيين، حديث معاذ بن أنس الجهني، ٥/٣١٤، (١٥٦٤٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36