عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

فينبغي علينا أنْ نَذكر الله بعدما نَتَقوّى بأجسادنا بتناولها، ونحن نتوق إلى أداء الأعمال الصالحة؛ كالصَّلاة وتلاوة القرآن ونشر الخير، ولكن الأمر المحزن هو أنّ كثيرًا مِنَ الناسِ يضحّون بتلك الحيوانات الثمينة ويأكلون لحومها دون أنْ يتّعظوا من ذلك، فهم يتجاهلون أداء الصلاة حتّى يأتي يوم النحر، ويقضون يوم العيد في مشاهدة الأفلام والدراما والانغماس في المعاصي، وبذلك يُحوّلون يوم العيد إلى يوم عذاب لأنفسهم، ينبغي على هؤلاء الجاهلين أنْ يتّقوا الله ويخافوه.

صلوا على الحبيب!           صلى الله على سيدنا محمد

الأضحيّة درس مِن دروس العبودية

أيها الأحبّة! المقصد الرئيسي للأضحية هو أنْ يكون العبد عبدًا حقيقيًّا لِلّه تعالى، وأنْ يكون مطيعًا له جلّ وعلا، انظروا! لقد ذكر الله تعالى بأنّ الأضحية كانت واجبة على الأمم السابقة، وأنّها تعبر عن شكر النعمة، وتكون الأضحيّة لِلّه تعالى وحده، ثمّ أخيرًا قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ٣٤[الحج: ٣٤]. أي: يا أيها النبيُّ! بَشِّرِ المتواضعين بالجنّة[1].

أيها الإخوة! هل تعرفون مَنْ هؤلاء المخبتون المتواضعون؟ لقد وصفهم الله عزّ وجلّ في الآية التالية فقال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ


 

 



[1] "تفسير القرآن العظيم" للطبراني، الجزء السابع عشر، ٧/١٠١، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36