عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

بشكلٍ تامٍّ لأوامر الله جلّ وعلا، ومِنْ بين هذه الأوامر هي سنّة ذبح الحيوانات كتعبير عن التضحيّة والطاعة لِلّه عزّ وجلّ.

كيفيّة اتّباع أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام

قال القطب الربّاني الشيخ محيي الدِّين عبد القادر الجيلاني رحمه الله: القلبُ المؤمنُ لا يعرف لِمَ وكَيْفَ، (أي: أنّ المؤمن لا يرى لِمَاذا وكيف أُمِرَ؟ ولكن المسلم يرى فقط: مَنْ أمر؟ إذا كان الأمر مِنَ الله تعالى ورسوله فيستسلم لأمرهما دون مناقشةٍ واعتراضٍ مهما كانت الظروف)، بل يقول (القلب المؤمنُ): بلى، النفس كلّها مخالفة منازعة، فمَنْ أراد إصلاحها فليُجاهِدها حتّى يأمن شرَّها كلّها شرّ في شرّ، فإذا جوهدتْ واطمأنتْ صارت كلّها خيرًا في خيرٍ، تصير موافقة في جميع الطاعات، وفي ترك المعاصي، فحينئذٍ يقال لها: ﴿يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَئِنَّةُ ٢٧ ٱرۡجِعِيٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةٗ مَّرۡضِيَّةٗ ٢٨[الفجر: ٢٧-٢٨].

يصحّ لها توقان، ويزول عنها شرّها ولا تتعلّق بشيءٍ من المخلوقات، يصحّ نسبها مِن أبيها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام، فإنّه خرج عن نفسه وبقي بلا هوى، يجرّ وقلبه ساكن، جاءه أنواع مِنَ المخلوقات، وعرضوا أنفسَهم عليهم في معاونته وهو يقول: لا أريد معونتكم، علمه بحالي يغنيني عن سؤالي، لِمَا صحّ تسليمُه وتوكلُّه، قيل للنّار: ﴿كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ ﱄ[الأنبياء: ٦٩].


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36