عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ شهر ذي الحجّة هو الشهر الثاني عشر مِن السَّنَة القمريّة، وهو شهر مبارك وأحد الشهور الحُرُم، حيث روي عن سيدنا أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «سَيِّدُ الشُّهُورِ شَهْرُ رَمَضَانَ، وَأَعْظَمُهَا حُرْمَةً ذُو الْحِجَّةِ»[1].

ويقول كعب الأحبار رحمه الله: اخْتَارَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الزَّمَانَ فَأَحَبُّ الزَّمَانِ إلى اللهِ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ، وَأَحَبُّ الْأَشْهُرِ إِلَى اللهِ ذُو الْحِجَّةِ، وَأَحَبُّ ذِي الْحِجَّةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى العَشْرُ الْأُوَلُ مِنْهُ[2].

سبحان الله! أيها الأحبّة الكرام! لا شكّ أنّ العشر الأوائل من ذي الحجّة مباركة جدًّا، وهي مِنْ أفضل الأيّام الّتي يحبّها الله تعالى حتّى أنّه أقسم بأهمّيّتها في القرآن الكريم، فقال الله عزّ وجلّ: ﴿وَٱلۡفَجۡرِ ١ وَلَيَالٍ عَشۡرٖ ٢[الفجر: ٢].

قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: عشر الأضحى، فهي ليال عشر[3].

أيها الأحبّة الكرام! تبيّن لنا مِن ذلك أنَّ اللَّيالي العشر مِن ذي الحجّة لها فضلٌ عظيمٌ، كيف لا وقد أقسم الله تعالى بها.


 

 



[1] "شعب الإيمان"، باب في الصيام، الصوم في الأشهر الحرم، ٣/٣٥٥، (٣٧٥٥).

[2] "شعب الإيمان"، باب في الصيام، الصوم في الأشهر الحرم، ٣/٣٥٠، (٣٧٤٠).

[3] "تفسير القرطبي"، الجزء العشرون، ١٠/٢٨، ]الفجر: ٢[.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36