عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

القرآن، ونتقرّب فيها بالأعمال والنوافل وذكر الله، وعلينا أيضًا أنْ نُحظِيَ بقيام شيء مِن ليالي هذه الفترة بالعبادة؛ فإنّ عبادة الليل دأب الصالحين.

وكان سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه إذا دخل العشر الأوّل مِنْ ذي الحجّة اجتهد اجتهادًا، وروي عنه أنّه قال: لَا تُطْفِئُوا سراجكم لَيَالِي الْعَشْرِ، تُعْجِبُهُ العِبَادَةُ[1].

بشكلٍ عامٍ يطفأ الضوء ليلًا أثناء النوم، ولذا قال سيدنا سعيد بن جبير رضي الله عنه: لا تُطفئوا سراجكم ليالي العشر من ذي الحجّة، أي: لا تناموا فيهنّ بل أحيوها بكثرة العبادة.

كان الحبيب المصطفى يصوم النافلة

عن سيدتنا حفصةَ رضي الله عنها قالت: أَرْبَعٌ لَمْ يَكُنْ يَدَعُهُنَّ النَّبِيُّ ﷺ: صِيَامَ عَاشُورَاءَ، وَالْعَشْرَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ[2].

فهذا الحديث الشريف يدلّ على فضل صيام العشر الأوّل مِن ذي الحجّة، والمرادُ مِن العَشرِ تسعةُ أيّامٍ مَجازًا[3]، دون اليوم العاشر؛ لأنّه يوم العيد ولا يجوز الصوم في يوم النحر[4].


 

 



[1] "حلية الأولياء"، سعيد بن جبير، ٤/٣١١، (٥٦٧١).

[2] "سنن النسائي"، كتاب الصيام، كيف يصوم ثلاثة أيام...إلخ، ص ٣٩٥، (٢٤١٣).

[3] "مرقاة المفاتيح"، كتاب الصيام، باب صيام التطوع، ٤/٥٦٥.

[4] "أصول الشاشي"، البحث الأول في كتاب الله، فصل في النهي، ص ١١٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36