عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الثاني

فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان الغد اجتمعوا في الحجر وأنا معهم فقال بعضهم لبعض ذكرتم ما بلغ منكم وما بلغكم عنه حتى إذا بادأكم بما تكرهون تركتموه فبينما هم في ذلك إذا طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوثبوا إليه وثبة رجل واحد فأحاطوا به يقولون له أنت الذي تقول كذا وكذا لما كان يبلغهم عنه من عيب آلهتهم ودينهم قال فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا الذي أقول ذلك قال فلقد رأيت رجلا منهم أخذ بمجمع ردائه قال وقام أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه دونه يقول وهو يبكي أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ثم انصرفوا عنه فإن ذلك لأشد ما رأيت قريشا بلغت منه قط.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن محمد بن إسحق قال وحدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو أن وفد هوازن أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله إنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لا يخفى عليك فامنن علينا من الله عليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناؤكم ونساؤكم أحب اليكم أم أموالكم قالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا بل ترد علينا نساؤنا وأبناؤنا فهو أحب إلينا فقال لهم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم فإذا صليت للناس الظهر فقوموا فقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين بالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبنائنا ونسائنا فسأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس الظهر قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

-أما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم قال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا وقال عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر أما أنا وبنو فزارة فلا قال عباس بن مرداس أما أنا وبنو سليم فلا قالت بنو سليم لا ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول عباس يا بني سليم وهنتموني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما من تمسك منكم بحقه هذا السبي فله بكل إنسان ست فرائض من أول شيء نصيبه فردوا على الناس أبناءهم ونساءهم.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار ابن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل قال خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقا نعليه بيده فقلنا هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين قال نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعطي الناس قال يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

-أجل فكيف رأيت قال لم أرك عدلت قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله ألا نقتله قال لا دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق




إنتقل إلى

عدد الصفحات

827