طلَعوا لم يُفرَح بطَلْعَتهم، وإن مرِضوا لم يُعاوَدوا، وإن ماتوا لم يُشهَدوا، ولم يُبكَ عليهم، فينبغي ويتأكّد علينا: أن نَتأدّب معهم، وأن نَحترِز من الوُقوع في أعراضِهم ؛ لأنّ الرجل قد يَنطِقُ بكلمة من سُخطِ الله تعالى لا يُلقي لها بالاًَ يَسقُط بها في مَهاوِي هتك العِرض، ومن لا يقدِر أن يكون من أولياء الله فليكن مُحِبًّا لأوليائِه مؤمنًا بهم فعسى أن يُحشَر مع مَن أحبَّ.
وقد حُكي عن بعض الصالحين أنّه كان يمُرُّ بحانوت الحلَوانِيِّ فقَدَّم إليه الحليب، فذكَر اسم الله عليه وشرِبه، وقال بعد ذلك: الحمد لله، ثُمّ كان يمشي في الوحلِ مُحَرِّزًا عن زَلْقَة رجله حتّى زَلِقَت رِجلُه وأصاب الوحلُ امرأةً فاحشةً كانت جالسةً مع حبيبها خارج البيت، فقام حبيبُها ولَطَم وجهَه، فشكَر الله تعالى وقال: اللّهمّ إنّي رَضِيتُ برِضاك، ثُمَّ ذهَب بعد ذلك، وبعد لَحظَةٍ يسيرةٍ صَعِد حبيب المرأَةِ الفاحشة على السّقف وزَلِقَتْ قَدَمه وسَقَط من السقف على الأرض ومات، ثُمَّ عندما مرَّ ذلك الرجل الصالح ببيتِ المرأَةِ الفاحشة قال له قائلٌ: إنّ حبيب المرأَةِ مات بدعائك عليه، فقال: والله ما دعوتُ عليه، فسأله: إن لم تَدع عليه فلِمَ مات ؟ قال: