عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الأول)

فقال: يا مالك ! خُذ منّي مئتَي ألفِ درهمٍ وَاضمَن لي مثل هذا، قال: هَيْهاتَ ! كان ما كان وفات ما فات والله يفعل ما يشاء ويحكُم ما يريد، قال: فكان مالكٌ كلّما ذكَر الشابَّ بكى ودعا له([1]). رحِمَهُم الله تعالى وغَفَرَلنا بِهِم.

 

أيّها المسلمون: اعلموا أنّ لأولياءِ الله تعالى نُعوتًا ظاهرةً وأعلامًا شاهرةً وكان لهم شأنٌ عظيمٌ وهم يَتصرَّفون بإذن الله تعالى كيف يَشاءون قال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ يسير الرّياء شركٌ، ومن عادى لله وليّا فقد بارَزَ الله بالمحاربةِ، إنّ الله يُحِبُّ الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يُتفقَّدوا، وإن حضَروا لم يُدعَوا ولم يُعرَفوا، قلوبهم مصابيحُ الْهُدَى يَخرُجون من كلِّ غَبرَاءَ مُظلِمةٍ»([2]).

 

أيّها المسلمون: ليس لِلسُّمعة والرّياء والشُّهرة عند الله قدرٌ ولا منزلةٌ، فالمقبول عنده هم الْمُخلصون الذين إن استأذنوا على الأُمراءِ لم يُؤذَن لهم، وإن خَطَبوا الْمُتنعِّمات لم يُنكَحوا، وإن غابوا لم يُفتقَدوا، وإن حضروا لم يُدعَوا، وإن



 

([1]) "روض الرياحين"، صـ٥٨-٥٩.

([2]) "مشكاة المصابيح"، كتاب الرقاق، ٢/٢٦٩، (٥٣٢٨).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

269