الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد المرسلين وخاتم النبيّين، سيّدنا محمّد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن استنَّ بسنّته واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
إنّ الله تعالى أرسل نبيه ﷺ إلى الناس كافّة ليكون هاديًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، ثم ألهم الصحابة، والتابعين والفقهاء المجتهدين أنْ يحفظوا سير نبيّهم لتتمّ النعم، وكان الله على ما يشاء قديرًا، وقال الله تعالى في فضل العلم والعلماء: ﴿ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰٓؤُاْۗ﴾ [فاطر: ٢٨/٣٥]، وقد بيّن اللهُ شأنَ العلماء ورفعَ قدرَهم حيث قال: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ﴾ [المجادلة: ١١/٥٨].
وقد صحّ عن رسول
الله
ﷺ أنّه قال: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ
فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ
قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ
اللهِ»[1]
[1] والحديث في "صحيح البخاري": محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة أبو عبد الله البخاري (ت: ٢٥٦هـ)، دار ابن كثير، واليمامة، بيروت، لبنان، ط: ٣، ١٤٠٧هـ/١٩٨٧م. أخرجه عن معاوية رضي الله تعالى عنه في كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، رقم الحديث: (٧١)، ٣٩/١.
= "صحيح مسلم": مسلم بن الحجاج بن مسلم أبو الحسين القشيري (ت: ٢٦١هـ)، دار إحياء التراث العربي، بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، رقم الحديث: (١٠٣٧)، ٧١٨/٢.