يعتنى بها، جعلها الله تعالى لكم ذخر اليوم المعاد، والله أقول والحقّ أقول: أنّه لو رآها أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى لأقرّت عينه ولجعل مؤلّفها من جملة الأصحاب...»[1].
وهو ليس كتابًا فقهيًّا فحسب بل يحمل في طياته معالم الثقافة الإسلاميّة في بلاد شبه القارّة الهنديّة، وذلك لَمَّا كان يسأله المستفتي لم يكن متقيّدًا بأيّ صيغة يسأل وفي أيّ فنّ من الفنون يسأل وبأيّ زمان ومكان يسأل كما هو الحال الآن، فجاء كلّ هذا التراث مكتوبًا بالدقّة مع تدوين أسماء المستفتيّين وبلادهم مفصّلًا بدءًا من الحيّ ثم أقرب اسم مركز البريد أو قسم الشرطة، ثم المديريّة ثم المحافظة أو الولاية، ومع ذكر التاريخ والشهر والعام الهجريّ، ومن خلال هذه الأسئلة والأجوبة نستطيع أنْ نعرف وضع المسلمين المعيشيّ والفكريّ والدعويّ والعلميّ والثقافيّ والترفيهيّ وغيرها في تلك الحقبة بجلي كوضوح الشمس، ويمكن الحصول على مئات درجات الدكتوراه في كلّ فنّ وموضوع، ومع هذا كلّه فلم يحظ الكتاب بالعناية العلميّة التي يستحقها.
ذكر الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى أقوال الفقهاء بشكلّ دقيق جدًّا، ونقل نصوصهم الحرفيّة بأمانة علميّة تامّة، واختار المعلومات
[1] "الإجازات المتينة لعلماء بكة والمدينة"، مطبوع مع الرسائل الرضوية: الإمام أحمد رضا خان الهندي المؤلف (ت: ١٣٤٠هـ) مكتبة المدينة، سوق خضر القديم، كراتشي، باكستان: ص: ٥٨- ٥٩.