فالمطلوب أيّها المسلمون أن يستفيد المسلم من أوقاتها ويَجْعَلها طاعةً لله ربّ العالمين ويشغل لسانَه بذكر الله، وذكر حبيبه الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم عند المشي والقيام والقعود والرقود، ويعوِّد نفسَه على هذه الأذكار كلّما وقع في فضول الكلام ولا يضيّع وقته سُدًى في الْمَدْرَجات والملاهي، والأسواق والأَرْصِفَة والْمُنْتَزَهات، ولا يتكلّم إلاّ فيما يرجو فيه الرِّبْح والزيادة، في دينه ودنياه، ويضبط لسانه ويحاسب نفسه، قبل أن يتحدَّث عن جَدْوَى الحديث وفائدته، فإن كان خيراً تكلَّم، وإلاّ اشتغل بالذكر، أو بالتفكّر في غمرات الموت وسكراته ومقاساة أهواله، وفي وحشة القبر ومساحته الضيقة، وأهوال يوم النشور، وقد جاء عن سيدنا أبى هريرة رضي الله تعالى عنه، قال النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «فكرة ساعة خير من عبادة ستّين سنة»[1].