فيا من يجولون في الشوارع الساعات الطوال، بلا هدف، ويضيّعون أوقاتهم في الملهيات ويا من ينغمسون في المعاصي واتباع الشهوات وجمع المال، اعلموا أنّ الوقت سريع الانقضاء، فهو يمرّ سريعاً كمرّ السحاب وأنّ الإنسان قد يموت بغتةً فيدخل قبراً موحشاً بلا أنيس ويذهب إلى ربّه، بلا زاد ولا متاع، فالكيس العاقل من تزوّد من الدنيا للآخرة، وتيقّظ من سنة الغفلة، قال الله تبارك وتعالى: ﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ٢١/١].
أيها المسلمون: إنّ أردنا الخلاص والنجاة، فيتأكّد علينا أن نعرف خصائص الوقت وشرفه وأهميته وخطورته، ونستغلّ الوقت بالأعمال النافعة في الدنيا والآخرة، ولا نضيّع من أوقاتنا ما نتحسر عليه يوم القيامة، ولا نخرج دقيقةً من عمرنا، بلا طاعة لله تعالى، وقد جاء في الحديث الشريف عن سيدنا معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «ليس يتحسر أهل