وفي "خزائن العرفان": معناه: أيّها الخلق إنّما خلقناكم لعبادتنا وطاعتنا, وأنّكم إلينا ترجعون في الآخرة، فنجازيكم على أعمالكم، إن خيراً فخير، وإن شرّاً فشر[1].
وإنّ الغاية من خلق الإنسان، وكتابة الموت والحياة عليه واضح في قوله تعالى: ﴿ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: ٦٧/٢].
أيها المسلمون: إنّا نسير إلى الآجال في كلّ لحظة، وإنّ أيامنا تطوى، وإنّ مدّة الحياة محدودة، والأنفاس معدودة، فكلّ نفس ينقص به جزء منّا، والعمر كلّه قصير، والوقت يمرّ مرّ السحاب، ويمضي سريعاً وإنّ ما مضى، لا يعود، ولا يمكن تعويضه، فالحذر الحذر من تضييع الأوقات، كان سيدنا الحسن البصري رحمه الله تعالى يقول في موعظته: المبادرة عباد الله المبادرة فإنّما هي الأنفاس لو قد حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تقربون بها إلى الله