وسلّم وقال: ﴿أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَآءَكُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ﴾ [الغافر:٤٠/٢٨][1]. قال ابن هشام: حدَّثني بعض أهل العلم: أن أشدّ ما لَقِي رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم من قريش أنّه خَرَج يوماً فلم يَلقه أحَد من الناس إلاّ كَذَّبه وآذاه، لا حُرّ ولا عَبْد، فرَجَع رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم إلى منزله، فتدَثّر من شدّة ما أصابه، فأنزل الله تعالى عليه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُدَّثِّرُ (١) قُمۡ فَأَنذِرۡ﴾ [المُدَّثِّر: ٧٤/١-٢] [2].
أيها المسلمون: كفّار قريش كانوا لا يألون جُهداً في التَّعرُّض بالأذى للنبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم، فآذوه أذِيّةً لا تُطاق فأغضى عنهم حِلْماً وهو صاحب عَدَم الانتقام، شأنُه التغافُل، فهو واسع العلم والحلم، لم تعيه الأعباء وقد وَجّه دَعْوته فى السِّرّ والجهر بإصرار وثَبات وصَادَف من بيئته جُمُوْداً ومُعارَضة تَمثّلت فى رُدُوْد فعل