عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

ومن أدب المجالس أن لا يجلس وسط الحلقة وقد جاء في الحديث عن سيدنا حذيفة رضي الله تعالى عنه: «أنّ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم لعَن من جَلَس وَسْط الْحَلْقَة»([1]).

ومن السنّة أن يجلس الإنسان حيث انتهى به المجلس، ولا يُقيم أحداً من مجلسه ليجلس هو مكانه، فعن سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنّ النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم قال: «لا يُقيم الرجلُ الرجلَ من مَقْعَده، ثم يَجْلِس فيه، ولكن تفَسَّحُوْا وتوَسَّعُوْا»([2]). ولكن لو قام الرجل من مجلسه لحاجة كأن يقوم للوضوء أو لقضاء حاجته، فإنّه إن عاد إلى مجلسه فهو أحقُّ به ممن جلس فيه، ويحقّ له أن يطلب من الثاني أن يقوم من مكانه؛ لقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم: «من قام من مَجْلسه، ثم رَجَع إليه، فهو أحقُّ به»([3]).

أيها المسلمون: نحن بحاجة ماسّة؛ لأَنْ نربِّي أنفسَنا وأجيالنا على أخلاق النبي الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم،



([1]) أخرجه أبو داود في "سننه"، كتاب الأدب، ٤/٣٣٩، (٤٨٢٦).

([2]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب السلام، صـ١١٩٨، (٢١٧٧).

([3]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب السلام، صـ١١٩٩، (٢١٧٩).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259