عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

أيها المسلمون: الظُّلْم والكِبْر والحسَد والخيَانة والكَيْد من بَضَائع الشيطان، وأمّا الظلم فإنّه يبيعه للحُكَّام؛ لأنّ كلّ أحد منهم يَظْلِم رعيَّته ويجُوْر على الضُّعَفاء.

والمراد من قول إبليس: (أبيعه للسلاطين): أنّهم يظلمون كثيراً، وإلاّ فكُلُّ من يظلم الناسَ فهو مرتكب للكبائر ومستحقّ لدخول النار، فليَحْذَر من يتعدَّى على المسلمين، ويتسلَّط على الضعفاء، ويَغْصِبُ أموالهم، ويُؤْذيهم ويمزِّق أعراضَهم ويتسَبَّبُ في تخويف قلوب الآمنين وإنّه سيَخْسَر الدنيا والآخرة، فليتذكَّر هذا الحديث دائماً ويجعله بين عينيه في كلّ وقت، فقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «إنّ الله لَيُمْلي للظالم حتّى إذا أخَذه لَم يُفْلِتْه»([1]). وعن أسماء بنت عُمَيْس رضي الله تعالى عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم يقول: «بِئسَ العبدُ عبدٌ تخيَّل واخْتالَ، ونسِي الكبيرَ الْمُتَعالَ. بئس العبدُ عبدٌ تَجَبَّر واعتدَى ونسي الجبَّارَ الأعلى. بئس العبد عبدٌ سهَا ولَهَى ونَسِيَ الْمَقابرَ والبِلَى. بئس العبد عبدٌ عتّا وطغَى ونسي الْمُبْتَدَأَ والْمُنْتهَى. بئس العبد عبدٌ يَخْتِل الدنيا بالدِّين. بئس العبد عبدٌ يَخْتِل الدِّين بالشُّبُهات. بئس العبد عبدٌ طمَعٌ



([1]) أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التفسير، باب قوله: وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد، ٣/٢٤٧، (٤٦٨٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259