عنوان الكتاب: المحاضرات الإسلامية (الجزء الثاني)

يقُوْده. بئس العبد عبدٌ هَوًى يُضِلّه. بئس العبد عبدٌ رَغَبٌ يُذِلّه»([1]). وعن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «اِتَّقِ يا عليّ دعوةَ المظلوم، فإنّما يسأل اللهَ حقَّه، وإنّ الله تعالى لن يَمْنَعَ ذا حقٍّ حقَّه»([2]).

أيها المسلمون: إنّ الله تعالى ينصُرُ المظلوم ويمدُّه بعَوْنه وعنايته، ويحفَظُه بلُطْفه وحِفْظه ورِعَايته، ويُثِيْبه أجراً عظيماًَ لصبره على المصيبة، وأمّا الظالم فلا يَكْسِبُ إلاّ غضَبَ الله عزّ وجلّ، قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «عُرِضَتْ عليَّ النارُ فرأيتُ فيها امرأةً من بني إسرائيل تُعَذَّب في هِرَّة لها ربَطَتْها فلم تُطْعمها ولم تَدَعْها تأكُلُ من خَشَاش الأرض»([3]).

ومن أخذ شِبْراً من أرض المسلمين بغير حقّ، أو غصبها فإنّه يكون من الظالمين، وعلى من هذا حالُه أن يتوب إلى الله تعالى ويؤدِّي الحقوق إلى أهلها، فقد قال رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم: «من أخَذ شِبْراً من الأرض بغير حقّه طوَّقه



([1]) أخرجه الترمذي في "سننه"، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، باب ما جاء في صفة أواني الحوض، ٤/٢٠٣، (٢٤٥٦).

([2]) ذكره الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد"، ٩/٣٠٢، والسيوطي في "الجامع الصغير"، صـ١٤، (١١٩)، والأصفهاني في "حلية الأولياء"، ٣/٢٣٥، (٣٨١٥).

([3]) أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب الكسوف، باب ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، صـ٤٥٠، (٩٠٤).

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

259