ومن كرامات سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه أنّ جَهْجَاه الغِفَاري أخذ عصا عثمان التي يتخصر بها فكسرها على ركبته، فوقعت في ركبته الآكلة؛ الآكلة مثل الدود، أكلت ركبته محلّ الموضع الذي كسر عصا عثمان عليه لما روي عن سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أنّ جَهْجَاه الغِفَاري قام إلى عثمان وهو على المنبر يخطب فأخذ العصا من يده وضرب بها ركبته وشق ركبة سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه وانكسرت العصا فما حال الحول على جهجاه، حتّى أرسل الله في يده الآكلة فمات منها([1]). وحكي أنّ ثلاثة رجال خرجوا من ديارهم إلى اليمن، أحدُهم كوفي يسبّ الشيخين أبا بكر الصديق وعمر الفاروق الأعظم رضي الله تعالى عنهما، فلمّا أظلم عليهم الليل نـزلوا على قريب من اليمن وناموا، فلمّا حان وقت الرحلة استيقظ الكوفي من النوم فقال: تخلَّفتُ وانفردتُ وحدي، فإنّي رأيتُ في المنام سيّد الأنام حبيب الملك العلام عليه أفضل الصلاة والسلام يقول: «إنّ الله عزّ وجلّ يخذل الفاسقين، ويتطوّر شكلُك في هذا السفر». فلمّا جلس للوضوء أخَذ يتطوَّر شكلُه حتّى أصبح قرداً([2]).