سوى أهل الذّمّة فيجب عليك أن تدعوهم إلى الإسلام». فخرَج الرجل من بلده إلى حيث يوجد التتار فلمّا جاء إلى تكودار خان ابن هلاكو خان دعاه إلى الإسلام، ولكن سأله تكودار خان مستهزئاً فقال: أيّها الرجل، أشَعْرُ لحيتك خيرٌ أم ذيلُ كلبي؟ فمن العجيب أنّه لم يسبّه ولم يشتمه مع شديد قبح الألفاظ وشناعتها، فصبر لوجه الله تعالى وقال له: شعرُ لحيتي خيرٌ إن فُزْتُ برضا الله ومحبّته ودخول جنّته، وإلاّ فذيلُ كَلْبك خيرٌ إن كان مطيعاً لك فيما أمَرتَ به، فلمّا سمع تكودار خان كلمتَه الطيّبة أثرت في قلبه واستقرّتْ فيه فعلت البسمة وجهه وملء قلبه فرحة وسعادة وقد قلّب الله قلبه حناناً وعطفاً وشفقة عليه فقال له تكودار خان: يسعدني أن تكون ضَيْفي، فقام الرجل الصالح عنده ويدعوه إلى الإسلام ويرغّبه فيه إلى أنْ اعتنَقَ الإسلام وسمَّى نفسَه أحمد ودخل معه قومُه في دين الإسلام وأصبحوا رعاةً للحضارة الإسلامية السنّية ببركة الكلمة الطيبة.
أيها المسلمون: الكلمة الطيّبة الصادرة من القلب تأسر النفوس وتحيي موات القلوب وتدفع إلى التغيير بإذن الله وبذلك تسمو بصاحبها إلى أسمى المقامات في الدنيا والآخرة وإنّ