السنةِ، سألتْنِي أُختِي الکبيرةُ في وقتِ الظهيرَةِ أَسْئِلةً لمْ تسألنيْها من قبلُ، منها هذا السؤال: هل ذهبتَ إلى المقبرة يومَ أمسِ؟ تَعني يَومَ الأحَدِ؟ قُلتُ: نَعَمْ! (مُستغرِباً بِأنها تَعلَمُ ذِهابِي إلى المقْبَرَةِ في كلّ مساءِ يومِ الأحَدِ، فَلَعلَّها فهِمَتْ أنني لمْ أَذهبْ إلى المقْبرَةِ لوُجُودِيْ في البيتِ مِنْ بعدِ المغربِ يومَ الأحدِ في رمضانَ المباركِ فلِهذا سَأَلَتْ) ولكنَّها قالتْ: علِمْتُ بذهابكَ من أخِي رَحِمه الله تعالی حَيْثُ أخبَرَنيْ في مَنَامِي أنَّكَ تَذْهَبُ إليه وتَقْرَأُ المدائحَ النبويَّةَ معْ إخوانِكَ المُسلمينَ هُناكَ، و أيضاً أخبَرَني بِبَعضِ أحوالِ قَبرِه فقالَ : عندَما وُضِعتُ في قبريْ أتانِي حيوانٌ صغيرٌ فرفستُه برِجْلِي فهَرِبَ، ثم أخَذَ العذابُ يقْرُبُ إليَّ فإذا الثَّوابُ الَّذِيْ أهدَاهُ إليَّ أخِيْ إلياسٌ حَالَ بينِي وبينَه وهكَذا كُلَّمَا قَرُبَ العذابُ أصْبَحَ الثوابُ حائطاً بينِي وبينَه، حتّى يَئِسَ وغابَ، فأشْكُرُ اللهَ سبحانَه وتعالی على أنْ نَفَعَنِي أخي إلياسٌ بعدَ مَوتِيْ.