عنوان الكتاب: صلة الرحم

قصّة وعبرة (عطاء مسطح)

كان سيّدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يُنفِقُ على سيّدنا مِسطَح بن أُثاثَة رضي الله عنه لقَرابَتِه منه وفَقرِه، وهو ابنُ خالتِه، وكان مسكينًا لا مالَ له إلّا ما يُنفِقُ عليه سيّدُنا أبو بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه.

وكان سيّدنا مِسطَح بن أُثاثة رضي الله تعالى عنه مِن المهاجرينَ البدريّين، فلمّا قال مسطحٌ على أمّ المؤمنين عائشة الصدّيقة رضي الله عنهما ما قال، وخاضَ في حادِثة الإفكِ حَلفَ سيّدنا أبو بكرٍ الصدّيق رضي الله تعالى عنه أنْ لا يُنفِقَ عليه شيئًا أبدًا ولا يَنفعَه، فأنزلَ الله عزّ وجلّ هذه الآية: ﴿وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُور رَّحِيمٌ ٢٢ [النور: ٢٢].

فلمّا نَزلَتْ هذه الآية الكريمة قال سيّدنا أبو بكرٍ الصدّيق رضي الله تعالى عنه: بلى، والله! إنّي لأُحبُّ أنْ يَغفِرَ الله لي، وأعادَ إليه النفَقةَ التي كان يُنفِقُها عليه، وقال: لا أنزعُها منه أبدًا[1].

أيها الأحبّة الأكارم! هذا هو أمير المؤمنين سيدنا أبو بكرٍ الصدّيق رضي الله تعالى عنه قد أقسم على قطع العلاقات مع ابن خالته سيّدنا مسطح بن أُثاثة رضي الله تعالى عنه، ولكن لَمّا نزلت هذه


 

 



[1] "تفسير ابن كثير"، ۶/۲۹، [النور، الآية: ۲۲]، بتصرف.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32