عنوان الكتاب: شرح العقائد النسفية

صفة أزليّة تسمّى بالتكوين، وسيجيء تحقيقه، وعدل عن لفظ الخلق لشيوع استعماله في المخلوق. ٠والترزيق٠ هو تكوين مخصوص صرّح به إشارة إلى أنّ مثل التخليق والتصوير والترزيق والإحياء والإماتة وغير ذلك مِمَّا أسند إلى الله تعالى، كلّ منها راجع إلى صفة حقيقيّة أزليّة قائمة بالذات هي التكوين، لا كما زعم الأشعريّ من أنهّا إضافات وصفات للأفعال٠[1]٠. ٠والكلام٠ وهي صفة أزليّة عبّر عنها بالنظم٠[2]٠ المسمّى بـ½القرآن¼٠[3]٠ المركّب من الحروف؛ وذلك لأنّ كلّ من يأمر وينهى ويخبر يجد في نفسه معنى٠[4]٠ ثُمَّ يدلّ عليه بالعبارة أو الكتابة أو الإشارة، وهو غير العلم٠[5]٠؛ إذ قد يخبر الإنسان عمّا لا يعلمه، بل يعلم خلافه، وغير الإرادة؛ لأنه قد يأمر بما


 



[1] قوله: [من أنهّا إضافات وصفات للأفعال] لا صفات للذات, يعني: أنّ صفات الذات قديمة قائمة بذاته تعالى, كالعلم والحياة وصفات الأفعال حادثة غير قائمة بذاته, كالتكوين والإحياء والإماتة, والمراد بصفات الذات الذي يلزم النقص من سلبه, وبصفات الفعل الذي لا يلزم النقص من سلبه. ١٢ "ر"

[2]قوله: [عبّر عنها بالنظم] يريد أنّ الكلام المعدود من الصفات الإلهيّة هو المعنى القديم القائم بذاته تعالى. ١٢ "ن"

[3] قوله: [المسمّى بـ½القرآن¼] هذا إذا عبّر عنه باللسان العربيّ فـ½قرآن¼, وإن عبّر بالسريانيّ فـ½زبور¼, أو باليونانيّ فـ½إنجيل¼, أو بالعبري فـ½توراة¼. قال الإمام فضل الرسول البدايوني: هذا الكلام القديم القائم بذاته تعالى, يقال له: ½الكلام النفسيّ¼, ولا يوصف بأنّه عربيّ أو عبريّ, إنما العبريّ والعربيّ هو اللفظ الدالّ عليه. ١٢

[4] قوله: [معنى] وذلك المعنى غير العبارات؛ إذ قد يختلف العبارات بالأزمنة والأمكنة والأقوام, ولا يختلف ذلك المعنى. ١٢

[5] قوله: [وهو غير العلم] أي: المعنى النفسيّ الذي يجده المخبر, غير العلم؛ إذ قد يخبر الرجل عمّا لا يعلمه, بل يعلم خلافه أو يشكّ فيه. ١٢




إنتقل إلى

عدد الصفحات

388