مدونات مختارة
الأكثر شهرة
طريق الوصول إلى إصلاح الفرد والمجتمع | الشيخ أيمن ياسر بكار
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين
أما بعد: فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
إن الكمال والصلاح والإصلاح من أهم خصائص الأمة الإسلامية، فهي ممثلة دين الله في الأرض، وحاملة الرسالة المحمدية، مهمتها في الدنيا هداية الخلق وإقامة العدل ونشر الخير والسلام، ولا ينتشر الفساد في الأرض إلا إذا انتشر في مجتمعاتنا، وقصرنا في وظيفتنا، وعندما نريد إصلاح الأمة فإصلاحها يكون بإصلاح دينه وبإصلاح علاقتها مع ربها وبإحياء سنن نبيها صلى الله عليه وآله وسلم في حياتها، لأن الأمة إذا صَلُح دينها صلح كلُ شيء:
كيفية إصلاح الأمة
إيجاد مؤسسات ومدارس إصلاحية
الإصلاح عمل شاق يحتاج إلى جهد ووقت كبيرين، لأنك ستقوم بمعالجة أخطاء الناس، وإبعادهم عن المحرمات، وتخليص سلوكهم من العادات السيئة، وحملهم على القيام بواجباتهم، وتحسين أخلاقهم، فهي عملية تربية وبناء، وهذا أمر كبير يحتاج إلى فرق عمل كبيرة وسنوات عديدة حتى يؤتي ثماره ونتائجه، ولهذا إذا ما أردنا أن نقوم بالإصلاح فنحتاج إلى تكاتف الجهود، وإيجاد مؤسسات كبيرة تعمل بشكل منضبط ورؤية واضحة، وهمة عالية وعمل دؤوب
تأهيل أفراد كمصلحين ومربين ومرشدين للناس:
فالمصلحين هم لب عملية الإصلاح، ولا يكون هناك إصلاح وتغيير في المجتمع من غير هؤلاء المصلحين المرشدين للناس، وحتى ينجحوا في عملهم يشترط لهم الإخلاص لله تعالى، والحرص على الأمة وحمل همها، والتأسي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، في الأحوال كلها، وأن يتم تأهيلهم بالعلوم الشرعية، وإكسابهم المهارات المناسبة كالخطابة والوعظ والتدريس
وضع خطة للإصلاح وبرنامج تنفيذي للعمل:
لا بد لأي عمل حتى ينجح من خطة تحدد الواقع الذي نعيشه بسلبياته ومشاكله، وبإيجابياته وقدراته، وتضع الأهداف التي نريدها، وتبين الخطوات الواجب اتباعها حتى نصل إليها، هكذا يفعل أهل الدنيا في أعمالهم وتجارتهم، وأهل الدين والإصلاح هم أولى بهذه الأساليب والأدوات والمنهجيات.. وإليكم هذا المثال الواقعي لمؤسسة عظيمة في الدعوة والإصلاح
مركز الدعوة الإسلامية:
أسسه شيخ فاضل جليل، لا أقول همه إصلاح الأمة، بل إصلاح البشرية كلها، إنه الشيخ محمد إلياس العطار القادري حفظه الله تعالى، بدأ فرداً منذ ثلاثين سنة في الدعوة إلى الله وإصلاح الناس وإقامتهم على الجادة فكتب الله له القَبول، وهذا علامة الإخلاص والعمل الجاد، وشيئاً فشيئاً أصبح العاملون في الدعوة إلى الله أكثر من مائة ألف، وأصبح المحبون والمريدون بالملايين بفضل الله وكرمه..وإليكم طريقتهم وبرنامجهم:
- جامعة المدينة: هي جامعة شرعية تقوم على إعداد العلماء والمفتين والمحدثين والدعاة المصلحين على منهج أهل السنة والجماعة، لتلبية حاجة الأمة تعليماً وتفقيهاً وإفتاءً وإصلاحاً وتربية وإرشاداً للوصول إلى التغيير المنشود
- قوافل المدينة: وهي رحلات دعوية يقوم بها الدعاة والمدرسون يسافرون بصحبة طلاب علم وعوام الناس إلى مدينة أو منطقة ما فيقيمون في مسجدها معكتفين، وهناك يتواصلون من الناس ويتعرفون عليهم، ويدعونهم للإقامة معهم في المسجد أو حضور محاضراتهم ودروسهم التي تركز على التزام الدين وإحياء السنن، يطوفون من خلالها المدن والبلاد،
- الاعتكاف: قوافل المدينة تخرج في سبيل الدعوة فتعتكف في المسجد مع طلاب العلم وعوام الناس ومن يستطيعون استقطابه، وهذه القوافل والاعتكافات لها مدة محددة منها (ثلاثة أيام أو اثنا عشر يوما أو ثلاثون يوما أو سنة كاملة) لكل مدة منها لها برنامجها الخاص والمناسب من العمل والتعليم في العلوم الشرعية الضرورية وتعليم دقائق السنن النبوية
- كتيب جوائز المدينة: وهو كتيب إصلاح ذاتي يحتوي على جدول أعمال تطلب من المسلم يستطيع من خلالها إصلاح نفسه والارتقاء بها إلى الأفضل، وهو معد بطريقة السؤال والجواب
في الحقيقة يعتبر مركز الدعوة الإسلامية أكبر وأفضل المؤسسات الإسلامية التي تسعى إلى إصلاح الأمة، وفق منهج علمي منضبط وخطط منظمة واضحة المعالم والأهداف، وقد وضع الشيخ محمد إلياس حفظه الله شعاراً يعيش هو والمركز من أجله وفي سبيله وهو (علي محاولة إصلاح نفسي وجميع أناس العالم إن شاء الله عز وجل) فمن يريد منكم أن ينشط في الإصلاح والهداية فليبادر إلى مركز الدعوة الإسلامية:
إن كنت فرداً واحدً فتعال إلينا في مركز الدعوة الإسلامية حتى نعمل معاً ونبذل ما نستطيع في سبيل خدمة أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وإن كنت مؤسسة مهتمة في الدعوة فتعالوا إلينا لنتعرف إليكم وتتعرفوا إلينا ولنتعاون معاً ولنستفد من تجاربنا ونوحد جهودنا في سبيل أمة الإسلام، فمركز الدعوة الإسلامية كآلة وماكينة عظيمة تعمل بقوة وجد تسير ناظرة إلى رضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فيا سعد من انضم إليها وعمل مع هؤلاء الأخيار
تعليقات