استخدام اللسان | الشيخ محمد عمران العطاري


نشرت: يوم السبت،27-مايو-2023

استخدام اللسان

أيها الأحبة! إن حسن استخدام اللسان وسيلة للذهاب إلى الجنة، بينما إساءة استخدامه يمكن أن تسبب الهلاك كما قال سيدنا أبو بكر الشبلي رحمه الله تعالى:

مات رجل من جيراني، فرأيته في المنام، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: يا شبلي! مرّتْ بي أهوال عظيمة، وذلك أنه أُرْتِج عليَّ عند السؤال، فقلت في نفسي: من أين أُتي عليَّ، ألم أَمُتْ على الإسلام؟ فنوديتْ: هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا، فلمّا همَّ بي الْمَلَكان حالَ بيني وبينهما رجل جميل الشخص طيب الرائحة، فذكَّرني حُجَّتي فذكرتها، فقلتُ: مَن أنت؟ يرحمك الله، قال: أنا شخصٌ خُلقتُ من كثرة صلاتك على النبي ﷺ، وأُمِرتُ أن أنصرَك في كل كرب

أهمية استخدام اللسان

إن أهمية استخدام اللسان كحال الأنواع الكثيرة من الزهور داخل إناء كبير حين يفتح غطاؤه وتفوح الرائحة الطيبة لهذه الأزهار لكل من حولها، بينما إذا تمّ فتح غطاء المجاري تنتشر الرائحة الكريهة التي تؤثر بالسلب على البيئة، فكذلك عندما يتحدّث الشخص فإنه يقدّم شخصيته، فكلامه يكشف عن ذكائه ومعرفته وشخصيته.

من لازم سنن الحبيب المصطفى ﷺ، وامتلأ صدره بحبّه ﷺ فإنه حين يتكلّم يصغى الناس إليه مستمعين بانجذاب، لكن حين يتكلّم بعضهم ويكون كلامهم مليئًا بالفحش فكأنه قد رفع غطاء القاذورات فيتحدّثون بكلام يجرح قلوب الآخرين؛ لأن كلامهم مليئٌ بالسخرية والبذاءة وإيذاء الآخرين.

متى تصير الكلمات سهامًا؟

بشكل عام هناك غرض من الحديث مع أيّ شخص، وكلّ يتحدّث وفق غرضه، فإذا كانت النية كسب الأجر والثواب بإدخال السرور على قلب من هو أمامك فإن المحادثة تتكوّن من كلمات جيدة وجميلة، وإذا كانت هناك نوايا سيئة مليئة بالمعاصي مثل الغضب منه أو الاستهزاء به والتقليل من شأنه وإهانته فستكون المحادثة بالكلمات السيئة الجارحة، ونتيجة لذلك ينكسر قلب المخاطَب.

من هم الذين تصبح كلماتهم سهامًا عادةً؟

عادة الأشخاص الذين تصبح كلماتهم سهامًا تجرح، هم الأشخاص الذين لهم سلطة على غيرهم، فإنهم لا يتفكّرون قبل الكلام معهم، ونتيجة لذلك فإن كلامهم يشبه السهام التي تقع في قلوب المخاطَبين، وعلى سبيل المثال: محادثة المعلّم لطلاّبه، ومحادثة الآباء مع أولادهم، ومحادثة المسؤول مع رعيّته، ومحادثة صاحب العمل مع عمّاله، ومحادثة الزوج مع زوجته، ومحادثة صاحب البيت مع مستأجره، فإن الذين لا يستخدمون ألسنتهم بشكل صحيح يبقون دائمًا متوتّرين، متألّمين، حزينين، قليلي الابتسامة، لا يحبّ الناس الاقترابَ منهم وإن اقتربوا منهم بدأوا يفكّرون كيف يمكن التخلّص منهم؟.

فكّر قبل أن تتكلّم!

لا بدّ من التفكير في الغرض من الكلام، "إيذاء الآخرين" أو "إسعادهم"، "سبّهم" أو "الدعاء لهم"، "تمهيد الطريق لهم بتشجيعهم" أو "جعلهم غير مفيدين بتثبيط عزيمتهم"... إلخ.

وأخيرًا! أناشد جميع المسلمين التفكير قبل الكلام كما أننا نتنبه أثناء تحريك أيدينا كي لا تصطدم بشخص أو بشيء مّا كذلك يجب علينا أن نفكّر قبل استخدام ألسنتنا.

وفّقنا الله تعالى لاحترام الآخرين والتفكّر قبل الكلام. آمين بجاه سيد المرسلين ﷺ


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية