مدونات مختارة
الأكثر شهرة
الأب ويومه العالمي | الشيخ محمد مسلماني
هل هناك يوم وحيد في السنة يجب علينا فيه أن نهتم بآبائنا وأمهاتنا؟ ولو فرضنا أن هذا الأمر صحيح فما هو حالنا مع أبوينا في بقية السنة؟
نقول في الجواب والله الملهم والموفّق للصواب:
لم يرد في ديننا الحنيف وشرعنا الشريف تخصيصُ يوم واحد في العام نحتفل فيه بآبائنا أو أمهاتنا؛ لأننا مطالبون بالبر والإحسان في كل يوم بل في كل وقت، فهؤلاء الذين اخترعوا هذا اليوم للأب أو للأمّ كأنهم يريدون منّا أن نهمل الوالدين وننساهما في سائر العام، ثم نهتمَّ بهما ونتذكّرَهما بهدية بسيطة ورسالة مزيفة وزيارة مستعجلة في يوم واحد من السنة! وهذا كله لا يرتضيه الإسلام ولا يتوافق مع منهج المسلم الموفّق الذي يتحرّى مواطن ومواضع مرضاة الله سبحانه وتعالى.
ومن ناحية أخرى هل من الوفاء أن يتذكّر الأبناءُ الآباءَ في يوم وينسونهم في بقية الأيام؟ وهل رأيت أبًا أو أمًّا يهتمُّ بطفلهِ الصغيرِ يومًا واحدًا فقط ويهملُه في بقية الأيام؟ بل كم قاسى من أجلك! كم تحمل في تربيتك! كم بذل من جهد في رعايتك! كيف ستردّ الجميل لمن كان سببًا في وجودك؟ كيف ستتعامل مع من كان لا يملّ من إنعامه عليك بدون منٍّ أو مقابل ؟أم كيف ستتصرّف مع من كان يبحث عن الخيرات والمسرات والكمالات ليوصلها إليك ويوصلك إليها ؟
ألم تقرأ قول الله تعالى:
أَنِ ٱشۡكُرۡ لِي وَلِوَٰلِدَيۡكَ
وقوله سبحانه:
وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ
وقوله سبحانه:
وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ
فبادر قبل فوت الأوان، واستدرك ما فات واغتنم برّ الوالدين فهو الموصل إلى الجنة، فيا سعادة من أكرم والديه وأطاعهما ويا شقاوة من حرم نفسه الرضى من الله بعصيانهما، واقرأ يا أخي معي هذه الأحاديثَ النبوية الشريفة التي تعرفّنا مكانة الأب وما ينبغي أن نقوم به برًّا به واحترامًا وتعظيمًا لقدره.
الوالدان هما جنتك ونارك:
روى ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه عن سيدنا أبي أمامة رضي الله عنه:
أن رجلاً قال: يا رسول الله! ما حقّ الوالدين على ولدهما، قال: هما جنّتك ونارك
أي: سبب لدخولك الجنة إن أطعتهما في غير معصية، وسبب لدخولك النار إن عصيتهما فيما ينبغي طاعتهما فيه
أنت ومالك لوالدك:
روى ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال:
إن أبي اجتاح مالي، فقال: أنت ومالك لأبيك، وقال رسول الله ﷺ: إن أولادكم من أطيب كسبكم، فكلوا من أموالهم
رضى الرب في رضى الوالد:
عن سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال:
رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد
الوالد أوسط أبواب الجنة:
روى الترمذي رحمه الله تعالى في سننه عن سيدنا أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ قال: الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك البابَ أو احفظه
دعوة الوالد لولده مستجابة فإياك أن تضيعها:
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده
هل يجزي ولد والده؟
عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ:
لا يجزي ولدٌ والدَه إلا أن يجده مملوكًا فيشتريَه فيعتقَه
فتأمّل هذا الحديث واعلم أنك لن تستطيع أن تكافئ والدك فيما دون العتق.
ومن صور البرّ بالأب أن تصل أهل ودّ أبيك وهذا من أبرّ البرّ:
عن سيدنا ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن رسول الله ﷺ قال:
إن أبرّ البرّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه
فإذا كانت صلة أقارب الأب وأحبابه وأهل ودّه من أبر البر فكيف ببره هو؟ فليفهم!
نظرة لك فيها أجر عتق نسمة:
عن سيدنا ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:
قال النبي ﷺ: إذا نظر الوالد إلى ولده فسرّه كان للولد عتق نسمة
فاحرص على أن تسرّ والدك كلما نظر إليك لتكسب هذا الأجر والثواب العظيم.
عِفّوا عن نساء الناس تعفّ نساؤكم وبِرّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم
الأدب بالوالد:
خذ هذه الآداب من "الأدب المفرد" للبخاري فقد روى أن سيدنا أبا هريرة رضي الله عنه أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: لا تسمّه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله
والخلاصة أن بر الوالدين لمن أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، فقد روى البخاري في الأدب فقال: باب: قوله تعالى
وَوَصَّيۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيۡهِ حُسۡنٗاۖ
عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سألت رسول الله ﷺ: أيّ العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، قال: قلت: ثم أيٌّ؟ قال: ثم برُّ الوالدين، قال: قلت: ثم أيٌّ؟ قال: الجهاد في سبيل الله
#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
تعليقات