بث الغرام في ثبوت رؤية النبي ﷺ في اليقظة والمنام | طارق المحمد


نشرت: يوم الإثنين،25-سبتمبر-2023

بث الغرام في ثبوت رؤية النبي ﷺ في اليقظة والمنام

من أعجب ما وقع لأحد الصالحين المشهورين عندنا في مدينة حلب المحروسة وهو الشيخ عيسى البيانوني المتوفى سنة 1943 دفين البقيع رحمه الله تعالى، وهو محبٌّ من طراز خاص وعالي للنبي الأعظم ﷺ، كما هو معلوم عنه ومشهور، من أعجب ما حدَثَ له رحمه الله تعالى ما حدّث به العلامة الشيخ علوي المالكي -والد العلامة السيد محمد علوي المالكي رحمهما الله تعالى- أن الشيخ عيسى كان يحجّ كل عام، وينزل في بيتي بمكة المكرمة عند المسعى، وكان يبدأ فيزور المدينة المنورة، فيمكث فيها طويلاً، ويتصدّق على فقراء المدينة محبة برسول الله ﷺ.

وفي حجه الأخير غيّر طريقته، فقصد مكة المكرمة قبل المدينة المنورة، واجتمعنا في دارنا، وكنا نقرأ في كتاب، فاستغلقت علينا عبارة فصار كل واحد من العلماء يدلي بدلوه، ثم تكلّم الشيخ عيسى فأطنب فدهشنا لبيانه، فقلت له: من أين هذا يا شيخنا؟! فقال: قرأته مخطوطة، فقلت: أرجو أن تكون هذه المخطوطة معك في الحجّ القادم...فضحك من طلبي، وقال: تقولون: لتكن معك في قابل.!! هذه السنة لن أرجع إلى بلدي!! فازداد عجبُنا، ثم قال مؤكدًا ذلك: لقد بشّرني بذلك سيدي رسول الله ﷺ في المنام، وقال: لقد حجزنا لك خلوة عندنا يا شيخ عيسى!! فأيقنت أني لن أعود إلى بلدي، فأردت أن أحظى بالحجّ قبل أن أذهب إلى خلوتي التي وعدنيها رسول الله ﷺ.!

يقول العلامة الشيخ علوي المالكي رحمه الله تعالى: وكانت صحته جيدة، فأتمّ الحجّ، وفي اليوم الأخير من منى اعتراه المرض، فأمر بالإسراع إلى المدينة المنورة، فمكث في المستشفى ثلاثة أيام، ثم رحل إلى خلوته الموعودة في روضة البقيع، بقرب الشفيع صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

ذكر القصة الدكتور أحمد محمد الفاضل في كتابه مع الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم وهي مشهورة.

وقصصهم بذلك كثيرة وشهيرة، منهم من السابقين الإمام أبي العباس القرطبي حيث يقسم بالله أنه رأى النبي ﷺ يقظة:

قال رحمه الله تعالى في كتابه "المُفْهِم لِما أشكل مِن تلخيص كتاب مسلم" ج 6 صـ 24-25 ما نصّه:

قلتُ: وقد وقع لي هذا مرات منها: أني لمَّا وصلتُ إلى تونس قاصدًا إلى الحج سمعتُ أخبارًا سيِّئة عن البلاد المصرية مِن جهة العدوِّ.. ويذكر القصة العجيبة بجمالها وطولها نقتصر في الإشارة إليها ويقول أنها حصلة له مناماً ثم يقظة، ويمكن أن يرجع القارئ لها في محلها، ونشرع في بيان ذلك وإثباته ونحاول الاختصار قدر الإمكان فالموضوع شيّق وذا أهمية وإشكالات عند البعض ونحن في مقالنا نسلك مسلك الناقل عن الربانيين والصالحين من العلماء الأعلام ونسأل الله أن يصلح حالنا وأن يكرمنا بما أكرمهم..

من المقرر شرعًا وعقلاً عند أهل العلم أن النبي ﷺ يمكن أن يُرى في المنام وكذا في اليقظة، وهذه الإمكانية شرعية، من جهة وعقلية جائزة من جهة ثانية أيضًا لا ينكرها إلا من ردّ نصوص الشريعة والوحي، وأنكر الواقعات الحاصلة للأولياء والصالحين، وأما الدعاوي التي يدّعيها الآخرون بالرؤيا فميزان محاكمة رؤيتهم هي الشريعة والاستقامة والمتابعة للنبي ﷺ، فمن ادعى ذلك فبرهان صدقه هو استقامته ومتابعته لسنن الحبيب المصطفى ﷺ.

وهنا ليس حديثنا عن هؤلاء، بل حديثنا عن أهل الحبّ والمحبّة من الصالحين والصادقين من العلماء العاملين والأولياء المقرّبين؛ الذين أجازوا هذا ووقعت للكثير منهم، وعُمدة ذلك شرعًا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي"

وفي رواية:

"من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي"

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "قال ابن بطال: قوله (فسيراني في اليقظة) يريد تصديق تلك الرؤيا في اليقظة، وصحتها وخروجها على الحق، وليس المراد أنه يراه في الآخرة؛ لأنه سيراه يوم القيامة في اليقظة، فتراه جميع أمته؛ من رآه في النوم ومن لم يره منهم. وقال ابن التين: المراد من آمن به في حياته ولم يره لكونه حينئذ غائبا عنه، فيكون بهذا مبشِّرا لكل من آمن به ولم يره أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل موته"

إذن في هذا الحديث بشارة لمن رأى النبي ﷺ في المنام بأنه سيراه في اليقظة، والرؤيا في اليقظة على نوعين:

الأول: رؤية الجسد

الثاني: رؤية مثال الجسد

كلا النوعين حاصلٌ في معجزة الإسراء والمعراج للنبي ﷺ، فمثال رؤية الجسد رؤيته لسيدنا عيسى عليه السلام في السماء وهو مرفوع بجسده بنصّ القرآن عند المسلمين، ورؤية سيدنا موسى عليه السلام في قبره يصلّى عند الكثيب الأحمر وهو في الصحيح.

ومثال الثاني أنه ﷺ رآهم جميعًا في المسجد الأقصى وصلّوْا خلفه عليهم الصلاة والسلام، وهذه رؤيا مثل الجسد.

وتحمل على الروحانية كذلك، يقول النبي ﷺ:

"وَقَدْ رَأيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّى فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ يُصَلِّى أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي : نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلاَةُ فَأَمَمْتُهُمْ

وعند الإمام أحمد في "المسند":

"فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى قَامَ يُصَلِّي فَالْتَفَتَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَإِذَا النَّبِيُّونَ أَجْمَعُونَ يُصَلُّونَ مَعَهُ"

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: "وقد استشكل رؤية الأنبياء في السماوات، مع أن أجسادهم مستقرة في قبورهم بالأرض، وأجيب: بأن أرواحهم تشكلت بصور أجسادهم، أو أحضرت أجسادهم لملاقاة النبي ﷺ تلك الليلة تشريفاً له وتكريماً"أه

ومن أدلة إثبات الروحانية ما رواه البيهقي وفيه: "...فلقيَ أرواح الأنبياء

وقال ابن رجب رحمه الله تعالى: والذي رآه في السماء من الأنبياء عليهم السلام إنما هو أرواحهم، إلا عيسى - عليه السلام - فإنه رفع بجسده إلى السماء

فهذا يدلّ بوضوح على جواز حصول رؤية النبي ﷺ وأنه غير منعه لا عقلاً ولا شرعًا، وفي ذلك يقول الإمام ملا عليّ القاري رحمه الله تعالى: أن رؤيته ﷺ يقظة لا تستلزم خروجه من قبره؛ لأن من كرامات الأولياء كما مر أن الله يخرق لهم الحجب فلا مانع عقلا، ولا شرعا، ولا عادة أن الولي وهو بأقصى المشرق أو المغرب يكرمه الله تعالى بأن لا يجعل بينه وبين الذات الشريفة، وهي في محلها من القبر الشريف ساتراً ولا حاجباً بأن يجعل تلك الحجب كالزجاج الذي يحكي ما وراءه، وحينئذ فيمكن أن يكون الوليّ يقع نظره عليه، عليه السلام، ونحن نعلم أنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ في قبره يصلي، وإذا أكرم إنسان بوقوع بصره عليه، فلا مانع من أن يكرم بمحادثته ومكالمته وسؤاله عن الأشياء وأنه يجيبه عنها، وهذا كله غير منكر شرعا، ولا عقلا، وإذا كانت المقدمات والنتيجات غير منكرين عقلا ولا شرعا، فإنكارهما أو إنكار أحدهما غير ملتفت إليه، ولا معول عليه، ... وقد مر القول بأن الرؤيا في النوم رؤية تحقيقية عن جماعة من الأئمة.."

ومن النقولات الجميلة التي أجمل فيه النقل ما نقله العلّامة الألوسي في روح المعاني فقال: وجوّز أن يكون ذلك بالاجتماع معه عليه الصلاة والسّلام روحانية ولا بدع في ذلك فقد وقعت رؤيته ﷺ بعد وفاته لغير واحد من الكاملين من هذه الأمة والأخذ منه يقظة.

قال الشيخ سراج الدين بن الملقن في طبقات الأولياء: قال الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره: رأيت رسول الله ﷺ قبل الظهر فقال لي: يا بنيّ لِمَ لا تتكلم؟

قلت: يا أبتاه! أنا رجل أعجم، كيف أتكلم على فصحاء بغداد، فقال: افتح فاك، ففتحته فتفل فيه سبعًا وقال: تكلّم على الناس وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فأرتج عليّ فرأيت سيدنا عليًّا كرّم الله تعالى وجهه قائمًا بإزائي في المجلس فقال لي: يا بنيّ! لم لا تتكلم؟

قلت: يا أبتاه قد أرتج علي فقال: افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستًّا فقلت: لم لا تكملها سبعًا قال: أدبًا مع رسول الله ﷺ ثم توارى عنيّ.

فقلت: غواص الفكر يغوص في بحر القلب على درر المعارف فيستخرجها إلى ساحل الصدر فينادي عليها سمسار ترجمان اللسان فتشتري بنفائس أثمان حسن الطاعة في بيوت إذن الله أن ترفع.

وقال أيضًا في ترجمة الشيخ خليفة بن موسى النهر الملكي رحمه الله تعالى: كان كثير الرؤية لرسول الله عليه الصلاة والسّلام يقظة ومنامًا فكان يقال: إن أكثر أفعاله يتلقّاه منه ﷺ يقظة ومنامًا ورآه في ليلة واحدة سبع عشرة مرة، قال له في إحداهن: يا خليفة! لا تضجر مني فكثير من الأولياء مات بحسرة رؤيتي.

وقال الشيخ تاج الدين بن عطاء الله رحمه الله تعالى في لطائف المنن: قال رجل للشيخ أبي العباس المرسي يا سيدي! صافحني بكفّك هذه فإنك لقيت رجالاً وبلادًا فقال: والله! ما صافحت بكفّي هذه إلا رسول الله ﷺ قال: وقال الشيخ لو حجب عني رسول الله ﷺ طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين.

ومثل هذه النقول كثير من كتب القوم جدًّا، وفي "تنوير الحوالك" لجلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى الذي ردّ به على منكري رؤيته ﷺ بعد وفاته في اليقظة طرف معتد به من ذلك... وقال الإمام أبو محمد بن أبي جمرة في تعليقه على الأحاديث التي انتقاها من صحيح البخاري: هذا الحديث يدلّ على أن من يراه ﷺ في النوم فسيراه في اليقظة وهل هذا على عمومه في حياته وبعد مماته عليه الصلاة والسّلام أو هذا كان في حياته وهل ذلك لكل من رآه مطلقًا أو خاصّ بمن فيه الأهلية والاتباع لسنّته عليه الصلاة والسّلام:

"اللفظ يعطي العموم ومن يدّعي الخصوص فيه بغير مخصّص منه ﷺ فمتعسف"، وأطال الكلام في ذلك ثم قال: وقد ذكر عن السلف والخلف وهلمّ جرًّا ممن كانوا رأوه ﷺ في النوم وكانوا ممن يصدقون بهذا الحديث فرأوه بعد ذلك في اليقظة وسألوه عن أشياء كانوا منها متشوّشين فأخبرهم بتفريجها ونصّ لهم على الوجوه التي منها يكون فرجها فجاء الأمر كذلك بلا زيادة ولا نقص انتهى المراد منه.

ثم أن رؤيته ﷺ يقظة عند القائلين بها أكثر ما تقع بالقلب ثم يترقّى الحال إلى أن يرى بالبصر، واختلفوا في حقيقة المرئيّ فقال بعضهم: المرئي ذات المصطفى ﷺ بجسمه وروحه، وأكثر أرباب الأحوال على أنه مثاله وبه صرح الغزالي رحمه الله تعالى فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثالاً له صار ذلك المثال آلة يتأدّى بها المعنى الذي في نفسه قال: والآلة تارّة تكون حقيقة وتارّة تكون خيالية والنفس غير المثال المتخيّل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى ﷺ ولا شخصه بل هو مثال له على التحقيق

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى: والحاصل من الأجوبة ستة:

أحدها: أنه على التشبيه والتمثيل ودلّ عليه قوله في الرواية الأخرى فكأنما رآني في اليقظة

ثانيها: أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير.

ثالثها: أنه خاص بأهل عصره ممن آمن به قبل أن يراه.

رابعها: أنه يراه في المرآة التي كانت له إن أمكنه ذلك وهذا من أبعد المحامل.

خامسها: أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه حينئذ ممن لم يره في المنام

سادسها: أنه يراه في الدنيا حقيقة ويخاطبه وفيه ما تقدم من الإشكال.

وقال القرطبي قد تقرّر أن الذي يرى في المنام أمثلة للمرئيات لا أنفسها غير أن تلك الأمثلة تارة تقع مطابقة وتارة يقع معناها...

ومن فوائد رؤيته ﷺ تسكين شوق الرائي لكونه صادقًا في محبته ليعمل على مشاهدته وإلى ذلك الإشارة بقوله "فسيراني في اليقظة" أي: من رآني رؤية معظّمٍ لحرمتي ومشتاق إلى مشاهدتي وصل إلى رؤية محبوبه وظفر بكل مطلوبه...آه

لكن إذا كان المنكر مريضًا فإنه لن يشعر بطعم العسل، وضعيف الاعتقاد أو المنكر لا ينفع معه دليل ولا واقعة، لذلك هذه من الأمور التي يشترك فيها الدليل والذوق بعد حسن الاعتقاد والتسليم.. وسلّمنا أن الأنبياء أحياء في قبورهم... وسلمنا كما في الصحيح أن رسول الله ﷺ رأى سيدنا موسى عليه السلام قائمًا يصلّي في قبره..وفي المسجد الأقصى وفي المعراج، فإذا لم يدرك عقل المؤمن هذا الصحيح الذي أخبر عنه الصادق المصدوق ﷺ فليس عليه إلا أن يسلم للحديث الآخر عن الحبيب ﷺ ويؤمن به:

((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو كأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي))

قال العلامة ملا علي القاري: فلا تكون رؤياي عن أضغاث أحلام، حكي أن أبا جمرة والمازري واليافعي وغيرهم عن جماعة من الصالحين أنهم رأوا النبي ﷺ يقظة.

وذكر ابن أبي جمرة عن جمع أنهم حملوا على ذلك رواية "فسيراني في اليقظة" وأنهم رأوه نومًا فرأوه يقظة بعد ذلك وسألوه عن تشويشهم في الأشياء، فأخبرهم بوجوه تفريجها، فكان ذلك بلا زيادة، ولا نقصان، وقد أشرنا إليه سابقًا قال: ومنكر ذلك إن كان ممن يكذب بكرامات الأولياء فلا بحث معه؛ لأنه مكذب بما أثبتته السنة، وإلا فهذه منها إذ يكشف لهم بخرق العادة عن أشياء في العالم العلوي والسفلي، وحكيت رؤيته -صلى الله عليه وسلم- كذلك عن الأماثل كالإمام عبد القادر الجيلي، كما هو في عوارف المعارف، والإمام أبي الحسن الشاذلي، كما حكاه عنه التاج ابن عطاء الله، وكصاحبه الإمام أبي العباس المرسي، والإمام علي الوفائي، والقطب القسطلاني، والسيد نور الدين الإيجي رحمه الله تعالى، وجرى على ذلك الغزالي رحمه الله فقال في كتابه "المنقذ من الضلال": وهم يعني أرباب القلوب في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء، ويسمعون منهم أصواتًا ويقتبسون منهم فوائد انتهى.

وقد نقل السيوطي ما قاله البارزي وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله أنهم رأوا النبي ﷺ في اليقظة حيًّا بعد وفاته قال وقد ذكر ذلك الشيخ الإمام شيخ الإسلام أبو البيان ابن محفوظ الدمشقي في نظيمته توثيق عري الإيمان وذكر في كتاب الحاوي(2/258) وكذا العلامة النفراوي المالكي رحمه الله قال في الفواكه الدواني: يجوز رؤيته عليه الصلاة والسلام فى اليقظة والمنام باتفاق الحفاظ.. ومثله الإمام ابن حجر المكّي كما في الفتاوى الحديثية مجيبًا على إمكانية الاجتماع بالنبي ﷺ في اليقظة والتلقّي منه؟

فقال: نعم يمكن ذلك، فقد صرح بأنّ ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية، والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية

نسأل الله أن يكرمنا وإياكم بمحبته وشفاعته ورؤيته في الدارين آمين والحمد لله رب العالمين.


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة

تعليقات



رمز الحماية