مسيرة مركز الدعوة الإسلامية (1981م – 2024م) | فهد محمد العطاري


نشرت: يوم الخميس،29-أغسطس-2024

مسيرة مركز الدعوة الإسلامية (1981م – 2024م)

بداية التأسيس:

انطلاقا من أهمية نشر تعاليم الإسلام الحميدة والقيم التربوية وفي بادرة لإصلاح الناس إلى الطريق المستقيم..

أنشأ فضيلة الشيخ المربّي العلامة محمد إلياس العطار القادري - مجّده الله تعالى - مركزًا لنشر العلم والمعرفة أطلق عليه اسم "مركز الدعوة الإسلامية" في سبتمبر من عام 1981 ميلادي.

وقد كانت هناك قصة ملهمة وراء تأسيس هذا الصرح العظيم ومنبع العلم والمعرفة، حيث انطلق الشيخ -حفظه الله تعالى- مع مجموعة من أصدقائه ومحبيه، ليقدموا النصيحة للناس في سبيل الصلاح والهدى، بعزيمة وإرادة قوية وثم ذات يومٍ ما، أثمرت تلك الجهود الدعوية، فأخذ المركز في الازدهار يومًا بعد يوم، وظل كذلك حتى تمكنت رسالته من الانتشار من باكستان إلى جميع أنحاء العالم بفضل الله تعالى.

لم يكن هدف إنشاء هذا الصرح العظيم بغية الصراعات السياسية ولا الإضرابات، بل كان بهدف نشر الدعوة إلى الخير، ثم ما لبث حتى صار منارة يتلألأ نورها لجميع الناس على الأرض وتعددت نشاطاته وخدماته السامية إلى فروع كثيرة وبأكثر من ثلاثمائة وخمسة عشر (315) فرعًا، وتندرج تحت ثمانين قسما رئيسيًا..

ما هو النظام الإداري للمركز؟

إن قيادة صرح عظيم تتطلب قادة، وهذا ما يتجلى في شخصية الشيخ محمد إلياس العطار القادري، المحبّ للنبي ﷺ، الذي يتبوأ مكانة القائد الأول في هذا المسار المبارك وإلى جانبه يأتي خليفته الشيخ عبيد رضا العطاري - حفظهما الله تعالى - ليكملوا مسيرة الخير والهدى.

ولتنسيق الجهود وضبط الأمور، تم تأسيس قسم خاص للمشاورات والاستشارات تحت مسمى "مجلس الشورى".

يتكون هذا المجلس من تسعة وعشرين (29) عضوًا، والرئيس لهذا المجلس "الشيخ محمد عمران العطاري"، ويجتمعون معًا تحت إشراف الشيخ -حفظه الله تعالى- ليأخذوا بإرشاداته وتوجيهاته السديدة.

هدفهم هو تحسين سير النظام في المركز واتخاذ القرارات الحكيمة التي تصب في مصلحة المجتمع وتحقق تطلعاته نحو الخير والازدهار.

الإنجازات التعليمية والدعوية والتربوية:

يمتد مركز الدعوة الإسلامية كشجرة وافرة الظلال، يغذيها سعي دؤوب لبناء آلاف المساجد وإعادة إحياء دورها بتفان وإتقان.

ولا يتوقف طموح المركز عند ذلك الحد فقط، فقد قام بإنشاء مدارس وجامعات تعليمية مرموقة مثل "مدرسة المدينة" و"جامعة المدينة"، حيث يتلقّى المسلمون تعليما غنيا بالقرآن الكريم والعلوم الشرعية، ويتدربون على الالتزام بالأحكام الشرعية والفرائض الدينية والسنن النبوية، كما يهدف المركز إلى صقل أذهانهم ليكونوا أهل علم وحكمة وتدبير، نورا يضيء سبيلهم نحو العمل الصحيح.

حجر أساس لا يتجزأ:

يشكل إصلاح المجتمع الإسلامي حجر الأساس في مساعي المركز، فدعاة المركز يكرسون جهودهم لتنمية جيل من حفظة القرآن الكريم وقرّائه، وأئمة المساجد، والدعاة، والمبلغين، والعلماء، والمفتين، ليكونوا سفراء للدين ومنبعا للخير في المجتمع.

حياة نابضة بالإرادة والعمل:

يشع المركز بحياة نابضة بفضل نشطاء متطوعين مخلصين وفرق عمل متّقدة بالحماس الذي يملؤه المساهمون الذي يتألف عددهم إلى قرابة المليون ما بين رجال وامرأة، من موظفين ومحبين وغيرهم..

هذا العدد العظيم يتعاون بفاعلية، مما يجعلهم يمدون يد العون في أنشطة متعددة لخدمة الإنسان والدين الإسلامي، فهم يعملون بجد واجتهاد دون كلل لنشر الوعي بين الناس.

وإلى جانب تلك النشاطات، يواصل أتباع ومريدو الشيخ محمد إلياس العطار القادري - حفظه الله تعالى - والمساندون له بكل حب لتحقيق الهدف الأساسي: ألا وهو إصلاح أنفسهم وإشاعة هذا الإصلاح بين شعوب العالم.

دار إفتاء أهل السنة:

أقام المركز فروعًا لدار إفتاء أهل السنة، وفي هذا القسم العلمي يجيب كبار العلماء من أهل الإفتاء عن القضايا والمسائل الموجهة إليهم من قبل الناس عبر الهاتف والتطبيقات الإلكترونية والبريد الإلكتروني ونحوهما، ويصدرون الفتاوى الشرعية وفقا للأحكام الشرعية في ضوء الفقه الإسلامي عند أهل السنة والجماعة.

قسم الترجمة:

في هذا القسم تترجم الآلاف من الكتب التي تحتوي على التراث الإسلامي وغيرها من رسائل ومصنفات الإمام أحمد رضا خان -رحمه الله تعالى- ومؤلفات الشيخ العلامة محمد إلياس العطار القادري -حفظه الله تعالى- إلى أكثر من أربعين (40) لغة من جميع أنحاء العالم..

والكثير منها متوفر على الموقع الرسمي للمركز بهدف إيصال التعليمات الإسلامية إلى المجتمع الإسلامي، وتحت رعاية هذا القسم يتم العمل حاليًا على ترجمة القرآن الكريم المعروف باسم:

" كنز العرفان" مع حاشية "إفهام القرآن" إلى ثلاثين (30) لغة عالمية، وبحمد الله تعالى قد تم نشر ترجمتين للقرآن الكريم:

1-" كنز العرفان" مع حاشية "إفهام القرآن".

2- "كنز الإيمان" باللغة الإنجليزية.

التعليم والتواصل عبر الإنترنت:

مركز الدعوة الإسلامية لا يقوم فقط بإيصال رسالته الدعوية إلى العالم من خلال التواصل المباشر، بل أنشأ قسما خاصا يعتني بنشر الإسلام والدعوة إلى الخير عبر الإنترنت، حيث يقدم برامجه وخدماته بلغات مختلفة، ومن أهم نشاطاته: "أكاديمية فيضان للدراسات الإسلامية عن بعد"

إضافة لذلك يعقد هذا القسم أكثر من ثلاثين (30) دورة علمية ودعوية، حيث إن مركز الدعوة الإسلامية يوصل العلم والدعوة لكل من يريد سواء في منزله أو في أي مكان عبر العالم.

قسم دار المدينة للتعليم والتربية:

يركز قسم دار المدينة للبنين والبنات على دمج التعليم الديني بتعليم الحديث ويعتني بتربية الأطفال وتنشئتهم على طاعة الله تعالى ومحبة النبي ﷺ، حيث يبث في قلوبهم روح التعاون والقيم الإسلامية ليكونوا جيلا واعيًا، ومن ثم سفراء لنشر الدعوة إلى الخير في دول العالم، كما يقوم مركز الدعوة الإسلامية بالاعتناء بالطلاب والطالبات كبارًا وصغارًا حيث يقدم تسهيلات متعددة في سبيل تعلُّمهم الدين الإسلامي الصحيح.

مركز البحوث والدراسات الإسلامية:

يهدف قسم البحوث والدراسات الإسلامية إلى التحقق من الأبحاث والدراسات الإسلامية والكتب المؤلفة كما يعتني بنشر الكتب الدينية وكتب التاريخ الإسلامي التي تساعد العلماء والباحثين في توضيح مفاهيم التفسير والحديث والفقه الإسلامي والسيرة النبوية وغيرها من العلوم والفنون الإسلامية عند الخوض فيها..

هذا القسم مرتبط بأقسام فرعية متعددة تحت هدف واحد، ومن أبرز تلك الأقسام:

قسم نفحات القرآن الكريم، وقسم نفحات الحديث الشريف، وقسم نفحات الصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم، حيث يتم البحث والتحقيق والجمع والترتيب بتدقيق وإمعان ثم تقدم المواد العلمية إلى الناس بأسلوب وحلْية جميلة، ثم يقوم قسم خاص بتوزيع ونشر هذه المنشورات والرسائل من خلال مكتبة المدينة.

نوافذ المعرفة الإسلامية على العالم:

يسير مركز الدعوة الإسلامية بخطى ثابتة نحو آفاق جديدة في رحلة الابتكار التقني، سعيًا منه لدمج الثقافة الإسلامية بسلاسة مع العلوم الأخرى لينتج تطبيقات رقمية وغيرها من الخدمات الإلكترونية، ونتيجة للتطوّر المتقدّم في مجال البرمجيات، وتخزين المعلومات، والشبكات، أنشأ المركز "قسم تقنية المعلومات".

يعد هذا القسم بمثابة جسر يربط أعمال المركز وخدماته بالعالم من خلال شبكة واسعة من وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية.

ونتيجة لذلك فقد نجح هذا القسم في تحويل كنوز المعرفة الإسلامية إلى متناول الجميع بسهولة، محققا بذلك إنجازات عظيمة في شتى المجالات لجمهور عريض.

بهذه الخطوات الواثقة، يثبت مركز الدعوة الإسلامية ريادته في مجال نشر المعرفة الإسلامية وتفعيل دورها في حياة الناس، ليصبح قسم تقنية المعلومات بمثابة منارة تضيء دروب الباحثين عن الهدى والمعرفة في مختلف أنحاء العالم.

وبالإضافة إلى ما سبق، يمكننا إبراز النقاط التالية:

يساهم قسم تقنية المعلومات في نشر رسالة مركز الدعوة الإسلامية وتعزيز تواجده على الساحة العالمية.

يعمل القسم على تطوير وتحديث البنية التحتية التقنية للمركز لضمان أفضل تجربة للمستخدمين.

يقدم القسم الدعم الفني للموظفين والمتطوعين في جميع أنحاء العالم.

يلعب القسم دورًا هامًا في حماية البيانات والمعلومات الخاصة بالمركز.

ويعد قسم تقنية المعلومات في مركز الدعوة الإسلامية ركيزة أساسية في مسيرة المركز نحو تحقيق أهدافه السامية، ونشر رسالة الإسلام السمحاء للعالم أجمع.

تسليط الضوء على الجهود الخيرية:

تعد مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية (FGRF) منارة ساطعة في مجال الرعاية الاجتماعية، حيث تبرز مساعيها الإنسانية النبيلة في تقديم يد العون للمنكوبين من الكوارث الطبيعية والمشاكل الاجتماعية وغيرها من الحوادث، وذلك بكل عزم وإصرار، دون أن يثنيها عن ذلك التحديات والأزمات المالية التي تعصف بالعالم.

فقد نجحت مؤسسة فيضان للإغاثة الإنسانية العالمية، في تحسين الظروف المعيشية للأسر التي لا تحصى أعدادهم على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجهها، من خلال تقديم المساعدات الغذائية والنقدية والدعم النفسي والمادي والمعنوي.

وتقدم المؤسسة خدماتها في مختلف مجالات الحياة، بأهمية التكافل الاجتماعي ودعم الفئات المحتاجة.

ولعل من أبرز مبادرات مؤسسة فيضان العالمية للإغاثة الإنسانية اهتمامها بمساعدة مرضى الثلاسيميا، حيث نجحت في جمع ما يقارب عشرين ألف (20000) كيس دم لتزويدهم بإكسير الحياة.

كما يسعى مركز الدعوة الإسلامية جاهدا من خلال مشروعه المميز "ازرع شجرة تحصد ثمرة" إلى غرس ملايين الأشجار على وجه الأرض، إيمانا منه بأهمية الحفاظ على البيئة وصون كوكبنا الأخضر للأجيال القادمة.

وإلى جانب هذا المشروع الرائد، يقدم المركز برنامجا يعتني بالأطفال من ذوي الإعاقة عبر إنشاء مركز فيضان لإعادة التأهيل للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة (FRC)" ليهتم بالمعاقين ويمنحهم الرعاية الصحية والتعليمية التي تليق بهم.

يؤوي المركز هؤلاء الأطفال في "بيت مدني" أشبه بدار للأيتام، حيث يحيطهم بحب ورعاية، ويربيهم على القيم النبيلة والاحترام، وينمي مهاراتهم وقدراتهم ليصبحوا أفرادا فاعلين في المجتمع.

ويهدف برنامج "إعادة تأهيل الأطفال ذوي الإعاقة" إلى إعداد هؤلاء الأطفال لمستقبل مشرق يحققون فيه أحلامهم وطموحاتهم، ويساهمون في بناء مجتمع مزدهر.

تحت شعار:

"علي َّمحاولة إصلاح نفسي وجميع أناس العالم إن شاء الله عز وجل".


#مركز_الدعوة_الاسلامية
#مركز_الدعوة_الإسلامية
#الدعوة_الإسلامية
#مجلة_نفحات_المدينة
#نفحات_المدينة
#مجلة_فصلية

تعليقات



رمز الحماية