كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ جاءه رجل بمثل بيضة من ذهب فقال: يارسول اللّه، أصبت هذه من معدن فخذها فهي صدقةٌ ما أملك غيرها، فأعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم أتاه من قبل ركنه الأيمن فقال مثل ذلك فأعرض عنه، ثم أتاه من قبل ركنه الأيسر فأعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ثم أتاه من خلفه فأخذها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فحذفه بها، فلو أصابته لأوجعته أو لعقرته، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يأتي أحدكم بما يملك فيقول هذه صدقةٌ، ثم يقعد يستكفُّ الناس، خير الصدقة ما كان عن ظهر غِنىً".
1674ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق بإِسناده ومعناه، زاد "خذ عنا مالك؛ لاحاجة لنا به".
1675ـ حدثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا سفيان، عن ابن عجلان، عن عياض بن عبد اللّه بن سعد سمع أبا سعيد الخدري يقول:
دخل رجل المسجد فأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يطرحوا ثياباً فطرحوا، فأمر له منها بثوبين ثم حثَّ على الصدقة، فجاء فطرح أحد الثوبين فصاح به وقال: "خذ ثوبك".
1676ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إن خير الصدقة ما ترك غِنىً أو تصدق به عن ظهر غنىً، وابدأ بمن تعول".
40- باب الرخصة في ذلك
1677ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موْهَبٍ الرملي قالا: حدثنا الليث، عن أبي الزبير، عن يحيى بن جعدة، عن أبي هريرة أنه قال:
يارسول اللّه، أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المُقِلِّ وابدأ بمن تعول".
1678ـ حدثنا أحمد بن صالح وعثمان بن أبي شيبة، وهذا حديثه قالا: ثنا الفضل بن دُكَيْن، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب [رضي اللّه عنه] يقول:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال [لي] رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟" فقلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر [رضي اللّه عنه] بكل ما عنده، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟" قال: أبقيت لهم اللّه ورسوله قلت: لا أسابقك إلى شىء أبداً.
41- باب في فضل سقي الماء
1679ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن سعيد
أن سعداً أتى النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: أيُّ الصدقة أعجب إليك؟ قال: "الماء".