عنوان الكتاب: سنن أبي داود الجزء الأول

واللّه ما أعمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عائشة في ذي الحجة إلا ليقطع بذلك أمر أهل الشرك؛ فإِن هذا الحيّ من قريش ومن دان دينهم كانوا يقولون: إذا عفا الوبر، وبرأ الدبر، ودخل صفر، فقد حلت العمرة لمن اعتمر، فكانوا يحرمون العمرة حتى ينسلخ ذو الحجة والمحرم.

1988ـ حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن مهاجر، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، أخبرني رسول مروان الذي أرسل إلى أم مَعقِل قالت:

كان أبو معقل حاجّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما قدم قالت أم معقل: قد علمت أن عليَّ حجة، فانطلقا يمشيان حتى دخلا عليه، فقالت: يارسول اللّه، إن عليَّ حجة، وإن لأبي معقل بكراً، قال أبو معقل: صدقت جعلته في سبيل اللّه، [فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أعطها فلتحجَّ عليه فإِنه في سبيل اللّه]" فأعطاها البكر، فقالت: يارسول اللّه إنني امرأة قد كبرت وسقمت، فهل من عمل يجزىء عني من حجتي؟ قال: "عمرةٌ في رمضان تجزىء حجةً".

1989ـ حدثنا محمد بن عوف الطائي، ثنا أحمد بن خالد الوهبي، ثنا محمد بن إسحاق، عن عيسى بن معقل بن أم معقل الأسدي أسد خُزَيْمَة، قال: حدثني يوسف بن عبد اللّه بن سلامٍ، عن جدته أم معقل قالت:

لما حجَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حجَّة الوداع، وكان لنا جملٌ فجعله أبو معقل في سبيل اللّه، وأصابنا مرض وهلك أبو معقل، وخرج النبي صلى اللّه عليه وسلم فلما فرغ من حَجِّه جئته فقال: "يا أم معقلٍ، ما منعك أن تخرجي معنا؟" قالت: لقد تهيأنا فهلك أبو معقل، وكان لنا جمل هو الذي نحج عليه، فأوصى به أبو معقل في سبيل اللّه، قال: "فهلاَّ خرجت عليه؛ فإِن الحجَّ في سبيل اللّه؟ فأما إذ فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان فإِنها كحجةٍ" فكانت تقول: الحجُّ حجة، والعمرة عمرة، وقد قال هذا لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما أدري ألي خاصة.

1990ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن عامر الأحول، عن بكر بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:

أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحج فقالت امرأة لزوجها: أحِجّني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على جملك فقال: ما عندي ما أُحِجُّكِ عليه، قالت: أحجني على جملك فلان، قال: ذاك حبِيس في سبيل اللّه عزوجل، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: إني امرأتي تقرأ عليك السلام ورحمة اللّه، وإنها سألتني الحج معك [قالت: أحجَّني مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم] فقلت: ما عندي ما أحجك عليه، فقالت: أحجني على جملك فلان فقلت: ذاك حبيس في سبيل اللّه عزَّ وجلّ، قال: "أما إنَّك لو أحججتها عليه كان في سبيل اللّه" قال: وإنها أمرتني أن أسألك ما يعدل حجةً معك، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أقرئها السلام ورحمة اللّه وبركاته، وأخبرها أنها تعدل حجةً معي" يعني عمرةً في رمضان.

1991ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا داود بن عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

406