قَالَ ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعَراضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هذَا، وَلاَ مَوْلُودٌ عَلَى وَالِدِهِ. أَلاَ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي بَلَدِكُمْ هذَا أَبَداً. وَلِكنْ سَيَكُونُ لَهُ طَاعَةٌ فِي بَعْضِ مَا تَحْتَقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَيَرْضى بِهَا. أَلاَ وَكُلُّ دَمٍ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ. وَأَوَّلُ مَا أَضَعُ مِنْهَا دَمُ الْحرِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ((كَانَ مُسْتَرْ ضِعاً فِي لَيْثٍ، فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ)) أَلاَ وَإِنَّ كُلَّ رِباً مِنْ رِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ. لَكمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ. لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ. أَلاَ يَا أُمَّتَاهُ! هَلْ بَلَّغْتُ؟)) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَالُوا: نَعَمْ.
قَالَ ((اللّهُمَّ اشْهَدْ)) ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
3056- حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حدّثنا أَبِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَامَ رَسثولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْخَيْفِ مِنْ مِنًى.
فَقَالَ ((نَصَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا. فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ غَيْرُ فَقِيهٍ. وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلاَثٌ لاَيُغَلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلاَصُ الْعَمَلِ للّهِ، وَالنَّصِيحَةُ لِوُلاَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ. فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ)).
في الزوائد: هذا إسناد فيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس. وقد رواه بالعنعنة. والمتن، على حاله، صحيح.
3057- حدّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ. حدّثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ الْمُخَضْرَمَةِ بِعَرَفَاتٍ،
فَقَالَ ((أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هذَا، وَأَيُّ يَوْمٍ هذَا، وَأَيُّ شَهْرٍ هذَا، وَأَيُّ بَلَدٍ هذَا؟)) قَالُوا: هذَا بَلَدٌ حَرَامٌ، وَشَهْرٌ حَرَامٌ، وَيَوْمٌ حَرَامٌ.
قَالَ ((أَلاَ وَإِنَّ أَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هذَا فِي بَلَدِكُمْ هذَا فِي يَوْمِكُمْ هذَا. أَلاَ وَإِنِّي فَرَطكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَأُكَاثِرُ بِكُمُ الأُمَمَ. فَلاَ تُسَوِّدُوا وَجْهِي. أَلاَ وَإِنِّي مُسْتَنْقِدٌ أُنَاساً، وَمُسْتَنْقَدٌ مِنِّي أُنَاسٌ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ! أُصَيْحَابِي؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ)).
في الزوائد: إسناده صحيح.
3058- حدّثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ. حدّثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ. حدّثنا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ؛ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعاً يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ رَسثولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَفَ، يَوْمَ النَّحْرِ، بَيْنَ الْجَمَرَاتِ، فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ فِيهَا.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ((أَيُّ يَوْمٍ هذَا؟)) قَالُوا: يَوْمُ النَّحْرِ.
قَالَ ((فَأَيُّ بَلَدٍ هذَا؟)) قَالُوا: هذَا بَلَدُ اللهِ الْحَرَامُ.
قَالَ ((فَأَيُّ شَهْرٍ هذَا؟)) قَالُوا: شَهْرث اللهِ الْحَرَامُ.
قَالَ ((هذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ. وَدِمَاؤُكُمْ وَأَمْوَالُكُمْ وَأَعْرَاضُكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ هذَا الْبَلَدِ، فِي هذَا الشَّهْرِ، فِي هذَا الْيَوْمِ)) ثُمَّ
قَالَ ((هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ. فَطَفِقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم