عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الثالث

-سمعت قتادة المعني عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يكتب كتابا إلى الروم فقيل له إن لم يكن مختوما لم يقرأ كتابك فاتخذ خاتما من ورق نقش فيه محمد رسول الله فكأني أنظر إلى بياضه في كفه قال أبو عبد الرحمن قرأت على أبي هذا الحديث وجده فأقر به وحدثنا ببعضه في مكان آخر قال حدثنا موسى بن هلال العبدي حدثنا همام عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال تزوج أبو طلحة أم سليم وهي أم أنس والبراء قال فولدت له بنيا قال فكان يحبه حبا شديدا قال فمرض الغلام مرضا شديدا فكان أبو طلحة يقوم صلاة الغداة يتوضا ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي معه ويكون معه إلى قريب نصف النهار ويجيء يقيل ويأكل فإذا صلى الظهر تهيأ وذهب فلم يجيء إلى صلاة العتمة قال فراح عشية ومات الصبي قال وجاء أبو طلحة قال نسجت عليه ثوبا وتركته قال فقال لها أبو طلحة يا أم سليم كيف بيات بني الليلة قالت يا أبا طلحة ما كان ابنك منذ اشتكى أسكن منه الليلة قال ثم جاءته بالطعام فأكل وطابت نفسه قال فقام إلى فراشه فوضع رأسه قال وقمت أنا فمسست شيئا من طيب ثم جئت حتى دخلت معه الفراش فما هو إلا أن وجد ريح الطيب كان منه ما يكون من الرجل إلى أهله قال ثم أصبح أبو طلحة يتهيأ كما كان يتهيأ كل يوم قال فقالت له يا أبا طلحة أرأيت لو أن رجلا استودعك وديعة فاستمتعت بها ثم طلبها فأخذها منك تجزع من ذلك قال لا قالت فإن ابنك قد مات قال أنس فجزع عليه جزعا شديدا وحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما كان من أمرها في الطعام والطيب وما كان منه إليها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فبتما عروسين وهو إلى جنبكما قال نعم يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في ليلتكما قال فحملت أم سليم تلك الليلة قال فتلد غلاما قال فحين أصبحنا قال لي أبو طلحة احمله في خرقة حتى تأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم واحمل معك تمر عجوة قال فحملته في خرقة قال ولم يحنك ولم يذق طعاما ولا شيئا قال فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت أم سليم قال الله أكبر ما ولدت قلت غلاما قال الحمد لله فقال هاته إلي فدفعته إليه فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له معك تمر عجوة قلت نعم فأخرجت تمرات فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرة وألقاها في فيه فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوكها حتى اختلطت بريقه ثم دفع الصبي فما هو إلا أن وجد الصبي حلاوة التمر جعل يمص بعض حلاوة التمر وريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أول من فتح أمعاء ذلك الصبي على ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار التمر فسمي عبد الله بن أبي طلحة قال فخرج منه رجل كثير قال واستشهد عبد الله بفارس.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام بن أبي عبد الله حدثنا شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها أو مهرها قال يحيى أو أصدقها عتقها.

 - حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا يحيى حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة أن أنسا حدثهم قال:

-لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه وقال يحيى مرة من الدعاء إلا في الإستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

740