عنوان الكتاب: المسند للإمام أحمد بن حنبل الجزء الثالث

امرأتان من نسائهم نسيبة بنت كعب أم عمارة أحدى نساء بني مازن بن النجار وأسماء بنت عمرو بن عدي بن ثابت أحدى نساء بني سلمة وهي أم منيع

قال فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب وهو يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم فقال يا معشر الخزرج قال وكانت العرب مما يسمون هذا الحي من الأنصار الخزرج أوسها وخزرجها إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه وهو في عز من قومه ومنعة في بلده قال فقلنا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت قال فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم قال فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن أهل الحروب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر قال فاعترض القول والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهل فقال يا رسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا وإنا قاطعوها يعني العهود فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بل الدم الدم والهدم الهدم أنا منكم وأنتم مني أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجوا إلي منكم إثني عشر نقيبا يكونون على قومهم فاخرجوا منهم اثني عشر نقيبا منهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس وأما معبد بن كعب فحدثني في حديثه عن أخيه عن أبيه كعب بن مالك قال كان أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن معرور ثم تتابع القوم فلما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صرخ الشيطان من رأس العقبة بأبعد صوت سمعته قط يا أهل الجباجب والجباجب المنازل هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم وقال علي يعني ابن إسحق ما يقول عدو الله محمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أذب العقبة هذا ابن أذيب أسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ارفعوا إلى رحالكم قال فقال له العباس بن عبادة بن نضلة والذي بعثك بالحق لئن شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أومر بذلك قال فرجعنا فنمنا حتى أصبحنا فلما أصبحنا غدت علينا جلة قريش حتى جاؤونا في منازلنا فقالوا يا معشر الخزرج إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى صاحبنا هذا تستخرجونه من بين أظهرنا وتبايعونه على حربنا والله إنه ما من العرب أحد أبغض إلينا أن تنشب الحرب بيننا وبينه منكم قال فانبعث من هنالك من مشركي قومنا يحلفون لهم بالله ما كان من هذا شيء وما علمناه وقد صدقوا لم يعلموا ما كان منا قال فبعضنا ينظر إلى بعض قال وقام القوم وفيهم الحرث بن هشام بن المغيرة المخزومي وعليه نعلان جديدان قال فقلت كلمة كأني أريد أن أشرك القوم بها فيما قال ما تستطيع يا أبا جابر وأنت سيد من سادتنا أن تتخذ نعلين مثل نعلي هذا الفتى من قريش فسمعها الحرث فخلعها ثم رمى بهما إلي فقال والله لتنتعلنهما قال يقول أبو جابر أحفظت والله الفتى فاردد عليه نعليه قال فقلت والله لا أردهما قال والله صلح والله لئن صدق الفال لأسلبنه فهذا حديث كعب بن مالك من العقبة وما حضر منها.

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

740