نَصيرُ إليه من ضَيْقِ القبور لَقَرَّتْ بالدنيا أعيُنُنا، ثُمَّ بَكَى بُكاءً شديدًا حتّى اِرتَفَعَ صوتُه[1].
وحُكِيَ أنّه دَخَلَ مَلَك الموت على سيِّدنا داود عليه السلامُ، فقال له: مَن أَنت؟ قال: أنا الذي لا يَهابُ الملوك، ولا تَمنَع منه القصُور، ولا يَقبَل الرِّشَا، فقال: إذَنْ أنت مَلَك الموت، وإنّي لم أَستَعِدَّ بعد، فقال له: يا داود ! أين فلانٌ جارُك ؟ أين فلانٌ قريبُك ؟ قال: ماتا، قال: أما كان لك في موت هؤُلاء عِبرةٌ ؛ لِتستعِدَّ بها، ثُمَّ قبَضَه عليه السلام[2].
فينبغي لكلّ مسلم أن يُكثر من ذكر موته ويستعدّ للآخرة ومع ذلك يُزَكِّي قلبَه ويُطَهِّرهُ من المهلكات،
[1] أخرجه الإمام ابن أبي الدنيا في "موسوعته"، كتاب قصر الأمل، ٣/٣٦٢، (٢٧٢)، وذكره الغزالي في "إحياء العلوم"، كتاب ذكر الموت وما بعده، الباب الثاني في طول الأمل وفضيلة قصر الأمل وسبب طوله وكيفية معالجته، ٥/١٩٦.
[2] "المستطرف" لمحمد بن أبي أحمد الأبشيهي، ٢/٤٧٤.